محلي
بعد قرارها ضد تركيا.. مجلس الدولة: الجامعة العربية تعمل على زعزعة استقرار ليبيا وتهدد وحدة أراضيها وتعمل على تمزيق نسيجها الاجتماعي
أوج – طرابلس
استنكر مجلس الدولة الاستشاري، ما وصفه بـ”ازدواجية المعايير” التي تطبقها جامعة الدول العربية في الدفاع عن سيادة الدول الأعضاء، معتبرا أن قراراتها وبياناتها باتت رهينة لحسابات وأجندة دول عربية بعينها، في إشارة إلى مصر والإمارات، و”تعمل على زعزعة استقرار ليبيا وتهدد وحدة أراضيها وتعمل على تمزيق نسيجها الاجتماعي، بالمخالفة لميثاق الجامعة في مادتيه الثانية الثامنة”.
وذكّر المجلس، في بيان، اليوم الأحد، بشأن البيان الختامي للاجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية، طالعته “أوج”، هذه الدول التي “تدعي” حرصها على الأمن القومي العربي وخوفها من تفشي الإرهاب، بأن طائراتها تشن غارات يومية على المدنيين وتقصف مقار الحكومة الشرعية التي حاربت الإرهاب في مدينة سرت دون أي وازع ديني أو قانوني أو أخلاقي، بحسب نص البيان.
واعتبر المجلس، أن هذه الدول تقف حائلا دون عقد جلسة لمجلس الجامعة لاتخاذ إجراءات حازمة من شأنها دعم الشرعية في ليبيا وحماية المدنيين من “الاعتداء السافر” الذي تدعمه هذه الدول وتشارك فيه وتقف خلفه، رغم أن المادة السادسة من ميثاق الجامعة تعطي الحق للدولة المعتدى عليها لدعوة مجلس الجامعة للانعقاد، وهو ما قامت به حكومة الوفاق المدعومة دوليا في 21 الطير/ أبريل الماضي، من خلال وزير خارجيتها، ولم تنعقد أي جلسة بالخصوص.
ودعا المجلس الاستشاري، حكومة الوفاق للعمل مع كل الأشقاء لإعادة النظر في سياسة جامعة الدولة العربية كمنظمة يمكن من خلالها العمل المشترك لتحقيق صالح الأمة العربية والتعبير عن تطلعات شعوبها في العيش بحرية وكرامة.
وأكد المجلس، على موقف ليبيا المتمسك بمبدأ احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وسلامة استقلالها السياسي، كأحد أهم الثوابت التي قامت لأجلها ما أسمتها “ثورة السابع عشر من فبراير”، وكما نص ميثاق الأمم المتحدة في الفصل الأول “المادة الثانية- الفقرة السابعة”.
وكان وزراء الخارجية العرب، طالبوا خلال اجتماعهم أمس، على خلفية الهجوم الذي تشنه القوات التركية على شمال سوريا، حكومة الوفاق بخفض التمثيل الدبلوماسي وعدم التعاون مع جمهورية تركيا، الأمر الذي رفضته خارجية الوفاق.
وبدأت تركيا يوم الأربعاء الماضي، اجتياحًا بريًا لشمال سوريا، سبقته بقصف عشوائي لعدد من البلدات الحدودية ومناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، ما تسبب بحركة نزوح واسعة وسقوط قتلى وإصابات بين المدنيين، فيما استبقت الإدارة الذاتية الكردية الغزو التركي بإعلان النفير العام في مناطق سيطرتها، داعية السكان للدفاع عن أرضهم.
ومن جهته، توقع الناطق باسم قوات الكرامة، أحمد المسماري، أن يؤدي الغزو التركي لشمالي سوريا إلى هروب عناصر داعش من السجون التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، مؤكدا أن الخلايا النائمة للتنظيم الإرهابي أصبحوا حاليا في يد الأتراك الذين يسعون لنقلهم لمأوى آمن، وربما تكون ليبيا هي وجهتهم، بسبب الفراغ الأمني خاصة في مناطق مصراتة وطرابلس وزوارة.
وأعرب المسماري، خلال مؤتمر صحفي، أمس الأربعاء، من بنغازي، تابعته “أوج”، عن اعتقاده بأن ينقل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، آلاف الإرهابيين، ما يمثل خطرا على الأمن والسلام في كل المنطقة، لاسيما في ظل وجود عائلات إرهابية ليبية تسكن في تركيا ستسهم في نقل الإرهابيين من سوريا، أبرزها عائلة علي الصلابي، عضو التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتزعمه يوسف القرضاوي، بحسب تعبيره.