محلي

مُطالبًا بجمع توقيعات لتشكيل حكومة جديدة.. الغرياني: حفتر يمثل المشروع الصهيوني


قال المُفتي المُعين من قبل المجلس الانتقالي السابق، الصادق الغرياني، إن مقتل الأطفال في الفرناج واحدةٌ من مئات المآسي التي يتجرعها الليبيون، منذ خمس سنوات.
وتابع في مقابلة له ببرنامج “الإسلام والحياة” المذاع على فضائية “التناصح”، تابعتها “أوج”، أن استسلام الليبيين لخليفة حفتر، هو سبب تجرؤه عليهم، مُبينًا أن حفتر يُمثل المشروع الصهيوني، الذي يستهدف إجهاض تطلّعات الشعوب للحرّية، مُبينًا أنه يتمّ تنفيذه بخطط من الإمارات والسعودية، وبتواطؤ مع المجتمع الدولي.
ووجه الغرياني، رسالة إلى من يتحكّمون في المشهد في ليبيا، قائلاً: “كلَّ ما يقع من ظلم على الناس من فقد أرواح أو ممتلكات فهم مسؤولون عنه”، موضحًا أن العلماء جَعلوا للضمان أسبابًا ثلاثة، الإتلافَ بالتعدّي؛ والتسبّبَ في التعدّي؛ وتفريطَ اليد المؤتمَنة، وأن هذه الأسباب الثلاثةُ للضمان اجتمعت في المسؤولين عن ليبيا في الوقت الراهن.
وأضاف أن التنصّل من المسؤولية ضربٌ من الجَحْد، وأن الجحدُ أحد أنواع الإتلاف الموجبة للضمان، مؤكدًا أن المسؤولين تسبّبوا في إطماع ما وصفهم بـ”المجرمين” من دولٍ ومنظّماتٍ في ليبيا، وأنهم تسبّبوا في إذلال بني وطنهم، موضحًا أن آيات القرآن تذكر في أكثرَ من مناسبة أنّ المتسبِّبَ مسؤول عما تسبّب فيه.
ولفت المُفتي المُعين من قبل المجلس الانتقالي السابق، إلى أن الخبراء والمختصون بذلوا كلّ النصح لردّ العدوّ والأخذ بأسباب النصر، ولكنَّ المسؤولين إلى هذا اليوم معرضون، موضحًا أن هذا تفريط يؤدي إلى الفشل.
وتساءل: “لماذا لا نبحث عن تحالفات مع بلاد معادية للإمارات لتكفّ شرّها عنّا؟”، موضحًا أنّ الدفاع عن النفس بكلّ الوسائل مشروع، تُقرّه الشرائع والقوانين والأعراف، مؤكدًا أن الشكاوى إلى المجتمع الدولي لا تُجْدي شيئا مع الظالمين.
وبيّن الغرياني، أن مجلس الأمن يعرف ما تفعله الإمارات في ليبيا أكثرَ ممّا يعرفه الليبيون أنفسهم، مُبينًا أن الشكوى إليه أيضًا لا نفعَ فيها، مُتهمًا إياه بالتواطؤ مع حفتر، مُتابعًا: “فرنسا التي تشارك في قتل الليبيين هي أحد أعضائه، فلا معنى للشكوى إليه”، مُبينًا أن أكثرُ ما يُشجّع حفتر على الاستمرار في إجرامه هو غيابُ العدل والتسويةُ بين المجرم والضحيّة، كما يفعل المجتمع الدولي.
وأردف: “طالبنا منذ بداية الصراع بالوقوف في وجه المؤامرة الدوليّة، فقالوا.. هذا عدم تقدير للعواقب، والمجتمع الدولي حسم أمره، وتمّ الاستسلام تحت هذا الشعار”، مُبينًا أنه لو تمسّك الليبيون بحقوقهم في الدفاع عن أنفسهم لمَا وسِع المجتمعَ الدوليَّ إلّا الرضوخُ لهم.
واستفاض الغرياني، أن من أراد من المسؤولين في ليبيا أن يتنصّل من المسؤولية في المجالس المختلفة، يقول القرار عند شخص واحد؛ قائلاً: “يجب عليكم أن تُبيّنوا لهذا الشخص الواحدِ الطريقَ الصحيحَ والخُطْواتِ العمليّةَ الفعّالةَ لإنقاذ الوطن، وتُصَرّحوا بذلك دون مجاملة، أمّا الاكتفاء بالاستنكار والبيانات فلا يبرئ الذمّة”.
وأكمل أن المجتمع الدولي يحسب حسابا للجادّين الذين هم على استعداد لبذل أرواحهم وجميع ما يملكون لنصرة قضيّتهم ولا يبالي بالضعفاء المتخاذلين، مؤكدًا أن هذا واجبُ من تولّى مسؤوليةً في مجلس من المجالس
وأكد الغرياني، على ضرورة أن يدرك المُقاتلون في الجبهات، خطورة ما تمرّ به ليبيا من التهاون في ردّ العدو، وأن يوجّهوا خطابا يَجْمع الآلافَ من توقيعاتهم وتوقيعات غيرهم، يقدّمونه إلى أصحاب القرار في كلّ المجالس، بمطالب محدّدة وخُطْوات عملية، يجب اتخاذها.
واختتم أنه على رأس هذه المطالب تشكيلُ حكومة من القادرين على إدارة المرحلة، وقطعُ العلاقات مع العدوّ، وإصدارُ أحكام بتجريم قياداته وتجريدِهم من رُتَبهم، وأن يحدّدوا وقتًا للاستجابة لهذه الطلبات، بحيث لا تذهب كغيرها أدراج الرياح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى