محلي

المسماري: نرحب بأي جهود دولية لحل الأزمة الليبية ويجب أن ينص مؤتمر برلين على إنهاء الإرهاب ونزع أسلحة المليشيات

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

أوج – بنغازي
قال الناطق باسم قوات الكرامة، أحمد المسماري، إن “القيادة العامة للجيش” ترحب بكل جهد دولي يهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار، والقضاء على الإرهاب، وتفكيك المليشيات ونزع السلاح، والوصول لحكومة تحظى بالشرعية الدستورية، وتمتلك قرارها، ولا تخضع لسلطة العصابات والمجموعات الإرهابية، وتكون ممثلة لكل الشعب الليبي، وتنال بثقته، وهو ما تفتقده ليبيا منذ سنوات في ظل حكم المليشيات على العاصمة طرابلس، حتى وصل الأمر لتكليف شخصيات معاقبة دولياً من قبل مجلس الأمن لتقلد مناصب أمنية وعسكرية.
وأضاف المسماري، في مؤتمر صحفي، اليوم الجمعة، وصفه بالاستثنائي، تابعته “أوج”، أن أي عملية سياسية ما لم تتوافر لها الشروط الأمنية الضامنة لنجاحها، واحترام نتائجها، سيكون من العبث الحديث عنها، وهو ما ثبُت طيلة الأربعة سنوات الماضية، حيث جاهدوا خلالها للوصول لتوافق يحقق السلام، ويقضي على الإرهاب، وينهي حكم المليشيات، لكن دون جدوى.
وتابع: “في كل مرة كانت المليشيات، والمجموعات الإرهابية تُفشل كل الجهود بهذا الاتجاه، الأمر الذي جعل من المحتم إزالة هذه العوائق لتسير العملية السياسية للأمام، فالعملية العسكرية ليست غاية في حد ذاتها بقدر أن الغاية هي القضاء على الإرهاب الذي يحاربه العالم أجمع وليبيا ليست استثناءً من ذلك”.
وأوضح أن “القيادة العامة” تؤكد للأطراف المنخرطة في المحادثات الدولية، التي سيتم إجراؤها بشأن ليبيا في برلين، تحت إشراف ورعاية الأمم المتحدة، على أهمية القضاء على الإرهاب وحل التنظيمات والمليشيات المسلحة، ونزع جميع سلاحها، حتى يتمكن الليبيون من إيجاد حوار وطني شامل، يضمن السير بالبلاد نحو عملية سياسية عادلة ومتوافق عليها في ظل بناء دستوري يكون محل اتفاق كل الشعب الليبي.
وذكّر بضرورة التزام المؤسسات الاقتصادية بالحياد كونها لكل الليبيين ولا يُقبل أن تُستغل في دعم طرف بعينه بما يتطلب اتخاذ الإجراءات الكفيلة والضرورية لمنع استعمال عائداتها في تمويل الإرهاب ودعم المليشيات المسلحة، مطالبا بوجوب استكمال بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التزاماتها السابقة بتكليف مكتب مراجعة وتدقيق لحسابات البنك المركزي ومنها العائدات الضريبية على بيع العملة، والتأكيد من أن عائدات النفط توزع على الشعب الليبي بشكل عادل.
وأردف أنه بمثل هذه الإجراءات يُفتح المجال أمام إصلاح إدارة هذه المؤسسات وإمكانية توحيدها، وهو أمر غاية في الأهمية للوصول لليبيا المزدهرة وللحياة الكريمة لكل أبناء الشعب الليبي على حد سواء، متمنيا التوفيق للجهود الدولية المتعلقة بمؤتمر برلين في الوصول لما عساه يساهم في القضاء على الإرهاب ونزع سلاح المليشيات وصولاً لعملية سياسية حرة ونزيهة.
وفيما يخص العمليات العسكرية، أكد أنها تسير بوتيرة سريعة؛ عبر ضرابات جوية مؤثرة، حيث تم استهداف مواقع من وصفهم بـ”المليشيات” التابعة لحكومة الوفاق المدعومة دوليا، في مصراتة، بضرب 6 أهداف لمعسكرات أسلحة وذخائر وطائرات مسيرة، موضحا أن الضربة الثالثة تعد الأقوى والتي كانت على الكلية الحربية، من خلال دك مخازن أسلحة ودبابات وطائرات مسيرة.
وأوضح أن العمليات العسكرية مشتعلة في طرابلس، منذ الأمس حتى اليوم، حيث تم قصف مقر لاجتماعات “المليشيات” في شارع الظل، بالإضافة إلى ضربات بمناطق الجربوللي والقويعة وصلاح الدين والفلاح والإكريمية والسواني السعدية والعزيزية، وتم تدمير تمركزاتهم في هذه المناطق، واصفا أوضاع قواته بالممتازة.
وأكد أن مجموعات “المليشيات” تتقهقر وتهرب من خط النار، بعدما أصابها الضعف وتملكها الخوف، قائلا إن هدف “الجيش” القضاء على “العصابات” وتحرير مرافق الدولة من تسلط الإخوان “المفلسين” ومن حكومة غير شرعية مفروضة من الخارج.
ومن المقرر أن تستضيف ألمانيا مؤتمرًا دوليًا سيعقد في برلين حول ليبيا، سيتم تنظيمه مطلع الشهر المقبل، في محاولة التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الليبية.
وكان المسماري، قال إن سلاح الجو نفذ عدة غارات جوية على معسكر ومرافق في مدينة مصراتة، كانت تستخدم من قبل من وصفهم بـ”المليشيات والجماعات الإرهابية المسلحة” التابعة لحكومة الوفاق، لتخزين معدات وأسلحة دفاع جوي تركية.
وأضاف المسماري، في بيان، اليوم الجمعة، طالعته “أوج”، أن الغارات الجوية نجم عنها عدة انفجارات هائلة نتيجة لتدمير واحتراق صواريخ وذخائر كانت مخزنة في هذه المرافق التي استخدمت من قبل “المليشيات المسلحة”، مشيرا إلى عودة جميع الطائرات سالمة للقواعد التي أقلعت منها بعد تنفيذها لواجباتها بـ”نجاح”.
وأوضح أن سلاح الجو نفذ هذه الضربات بدقة متناهية، وأنها أصابت أهدافها دون التأثير على أي منشآت أو مرافق مدنية، مؤكدا أن الضربات الجوية كانت نتيجة لعمل مضني لفرق وأجهزة الاستخبارات والاستطلاع بـ”القوات المسلحة” التي استطاعات بمجهوداتها اكتشاف وتحديد مواقع هذه المرافق التي استخدمت لغرض تخزين معدات وذخائر دفاع جوي وصلت لها من تركيا.
وحذر المسماري، أي جماعة أو مليشيا مسلحة من محاولة تعريض أو تهديد أمن وسلامة “قواتها المسلحة” والمدنيين للخطر من خلال استجلاب أو استيراد أي نوع من أنواع الأسلحة أو الذخائر من الخارج، أو تخزينها لغرض استخدامها ضد “الجيش” أو المدنين، معتبرا “أن جميع التراب الليبي تحت سيطرتهم ومراقبتهم”، وسيتم استهداف هذه الأسلحة والمعدات في أي مكان كانت.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ “تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية قد دعا، كافة الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى