صحيفة ألمانية: مؤتمر برلين فرصة أخيرة لليبيا قبل الكارثة
نشرت صحيفة «دويتشه فيله» الألمانية تحليلا سياسيا حول الأوضاع في ليبيا وخاصة الصراع المشتعل في طرابلس وما يمكن أن تقدمه ألمانيا بمبادرتها لتنظيم مؤتمر دولي حول ليبيا في الأسابيع القليلة المقبلة، متسائلة: «هل يمكنها أن تساهم في خروج ليبيا من النفق الطويل الذي تاهت فيه؟».
وتساءلت الصحيفة قائلة «هل هي الفرصة الأخيرة؟» لتجيب: «يبدو أن طول أمد الصراع المسلح الدائر حول العاصمة الليبية، وارتفاع حصيلته الدامية وتداعياته الخطيرة، يغري كل طرف من الأطراف المتدخلة من الجانبين في الصراع المسلح بنهاية قريبة وسقوط وكلاء الحرب المحليين من الجانب الآخر بـ”الضربة القاضية” أو بـ”الاستنزاف”».
وقالت الصحيفة أنه يبدو أن المساعي التي تقودها الدبلوماسية الألمانية منذ بضعة أشهر، تتقدم ببطء نحو عقد مؤتمر حول ليبيا، برعاية الأمم المتحدة، ومشاركة معظم الأطراف المعنية بالأزمة الليبية.
واضافت أنه من خلال مبادرتها تريد المستشارة أنغيلا ميركل وقف النزيف الليبي، وتحويل ليبيا من بؤرة للمشاكل والصراعات إلى ملتقى للتوافق الإقليمي والدولي يحقق الاستقرار لأفريقيا وضفتي البحر الأبيض المتوسط.
وأوضحت أن هناك سباقا مع الزمن يخوضه الفريق الدبلوماسي الألماني بقيادة يان هيكر كبير مستشاري الحكومة الألمانية للسياسة الخارجية والأمن، وأندرياس ميشائيليز كاتب الدولة في الخارجية لشؤون الشرق الأوسط.
ووصفت الوضع قائلة: انتظار حسم عسكري للصراع حول طرابلس، قد تكون نهايته كارثية إذ لن تقتصر مخاطره في حصيلة بشرية فادحة في صفوف المدنيين بالعاصمة ومحيطها التي يوجد بها حوالي ثلث سكان البلد، بل يُخشى أيضا أن يؤدي إلى ظهور صراعات مسلحة أخرى بحكم تعدد القوى المحلية المتصارعة وتنوع مصادر الدعم الذي تتلقاه من داخل المجتمع الليبي، بقواه القبلية وتداخلاتها في الجوار الأفريقي والعربي الشاسع للبلاد.
ولفت إلى أن هناك تكتم وحذر شديد في العاصمة برلين، يحيط بمجريات التحضيرات لهذا المؤتمر، في محاولة لتوفير أقصى شروط النجاح للمبادرة الألمانية التي توصف بـ”الفرصة الأخيرة” للحل السلمي وإيقاف النزيف الليبي.
وتساءلت هل ينجح الألمان بمنع تحول ليبيا إلى “سوريا جديدة”؟: لتجيب “مساعي الدبلوماسية الألمانية، تواجهها، برأي خبراء في الشأن الليبي، تحديات أخرى لا تقل صعوبة، بعضها يتصل بالقوى الإقليمية والدولية وبعضها الآخر بتركيبة المشهد الليبي نفسه”: