محلي

داعيًا إلى العودة لكتب التراث.. الصويعي: اليوم لدينا خطاب سلفي متأزم مشحون بماضوية محمد بن عبد الوهاب

قال الباحث الإعلامي، أحمد الصويعي، إن السلطة ليست لترهيب الناس وسلب إرادتهم، مشيرًا إلى أن حرية البشر لا يمكن أن تتحقق إلا خارج أشكال الاستلاب والاغتراب، أي كانت ماهية هذا الاستلاب، على حد تعبيره.
وأضاف الصويعي، في مقالة له بعنوان “سدنة السلطة” طالعتها “أوج”: “الذين يستندون على وسائد السلطة المريحة يبررون أفعالها ويتحولون إلى ظواهر صوتية معزولة عن المجتمع وواقعه، وهذا ما يحدث في ليبيا شرقًا وغربًا”.
وتابع: “على امتداد التاريخ العربي المحكوم بالخوف والخوازيق العثمانية وصولا إلى الحقب الاستعمارية المتلاحقة، بلغ السلطة طغم من كل لون وصنف، وطول هذا التأريخ الطويل، لم يجري احترام الإرادة العامة للمجتمع، وتغييب حالة الوعي الاجتماعي والاقتصادي بل حتى الوعي الديني”.
وواصل: “بذلك تفرض السلطة عنفها وأساليب إخضاعها للمواطن، فتعمل إسقاط ميثولوجي للخارجين عنها، فتجعل منهم أعداء لله، وهذا ما نراه في خطاب الإسلام السياسي، فهو خطاب ماضوي متخلف أعمى بلا بصر ولا بصيرة، وسياسة تكميم الأفواه واستهداف الخصوم يستخدمها من يسيطر على شرق البلاد أيضًا، وبالتالي فالمسألة تكمن في غياب الإرادة الوطنية التي باتت مسلوبة، بسبب أدوات الصراع الخارجي، طرفي الصراع في المشهد الليبي والتي تحركها القوى الإمبريالية”.
واستكمل: “إن الاختلاف سنة كونية يقينية، ولا يوجد في العلوم الاجتماعية صواب مطلق، بل تخضع للنسبية فاليوم نرى خطاب سلفي متأزم مشحون بالماضوية، ماضوية محمد بن عبد الوهاب وغيرهِ، وبذلك يصبح الدين بيد مجموعة تتلاعب بالعقول والنفوس وقامعة للحريات الاساسية التي يسعى لها كل إنسان لكي يبلغ درجة الأنسنة”.
وأردف: “من هؤلاء لا نتوسم خيرًا.. باختصار، لقد تخلوا عن الحوار برفضهم للعقلانية، وهكذا تصنع السلطة المؤدلجين والمداهنين وتُقصي المثقف الواعي والسياسي الواعي والناقد الواعي، فالعودة إلى كتب التراث ليست مرفوضة، إنما مطلوب استدعاء العقل في دراستها بمنهجية في إطار الحقول المعرفية”.
واستدرك: “من يستطيع حمل كل هذه الدماء التي تسفك كل يوم والمستفيد الوحيد هي القوى الاستعمارية التي استهدفت ليبيا سنة 2011م ولا تزال تدير الصراع، ومن المعيب جدًا الانزلاق مع طرفي الصراع، ومن الحكمة والعقل تكوين البديل السياسي الوطني لمعالجة الأزمة الليبية خارج الأجندات الأجنبية، وذلك يستدعي تحرير إرادة الشعب الليبي وإعادة رص الصفوف وكشف أعداء الشعب”.
واختتم: “ينبغي الخروج من دائرة الصراع المفرغة التي يذهب ضحيتها مئات الشباب ومئات المنشآت والبيوت المدمرة والأسر النازحة والتي تعيش في أوضاع مأسوية صعبة، بأفعال لا يرتضيها الله ولا رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ولا عجب ولا عجاب في حالة التهافت على موائد المجرمين الذين دمروا البلاد والعباد بآلة الحرب فهذا حال سدنة السلطة في كل العصور”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى