محلي
من الذاكرة.. الفريق خليفة مصباح يوثق الجزء الأول من الحقبة التاريخية للقائد الشهيد معمر القذافي ورفاقه
بعد مضي ثمان سنوات على رحيل القائد الشهيد معمر القذافي، لا يزال العالم وجل الليبيون يتذكرون دروسًا من حياة ومواقف الزعيم الراحل، فيما لا تزال الفوضى تحل بأرجاء البلاد التي كانت أمنًا وسلامًا ومدافعًا عن كل إفريقي وعربي، في وجه قوى الغرب، كلمة بكلمة وموقف بموقف، ورغم مرور هذه السنوات إلا أنه وبحسب محللون غربيون فإن شبح القائد الشهيد لا زال يطارد صناع السياسة ومدبري جريمة الناتو في ليبيا عام 2011م.
وبحلول الذكرى الثامنة لاستشهاد الزعيم الراحل، معمر القذافي، وسعيًا لتوثيق واستذكار تلك الحقبة بكل تفاصيلها، أطلقت فضائية “الجماهيرية” عدة لقاءات وشهادات مع رفاق القائد الشهيد، من الضباط الوحدويون الأحرار، وعلى رأسهم الفريق، خليفة مصباح، رفيق القائد الشهيد، ومدير الاستخبارات العسكرية الأسبق، وغيره الكثير والكثير من رفاق القائد الشهيد.
وفي توثيقه لتلك الحقبة، أكد الفريق، خليفة مصباح، رفيق القائد الشهيد، ومدير الاستخبارات العسكرية الأسبق، أنه في عام 1952م، حصل حدثان في ليبيا ومصر، الحادث الأول، في ليبيا، أن تم تشكيل الحكومة الليبية تحت سيطرة الإنجليز، والثاني في مصر تمثل في ثورة قومية عروبية قادها الرئيس جمال عبد الناصر والضباط الأحرار.
وأضاف: “في عام 1952م، كان عمري 8 سنوات، لكنني كنت أدرك ما حولي، حيث تم تشكيل الحكومة الليبية بما فيها الملك إدريس، تحت سيطرة الإنجليز، وتم إجراء انتخابات مزورة بين بشير السعداوي، وبين جماعة الفيدرالي – حزب الاستقلال- التابع للإنجليز، فكان بشير السعداوي شخصية وطنية وثورية، وكان له دور في توحيد الأحزاب والنظام من أجل ليبيا”.
وتابع: “تم تزوير الانتخابات البرلمانية وقتها، بصورة واضحة للعيان، وكان بشير السعداوي يحظى بشعبية كبيرة في كل المنطقة الغربية، بأكثر من 90%، وكان الحزب الآخر لا أتباع له، إلا أنه نجح بالتزوير، ووقتها كانت العجيلات وصبراتة دائرة واحدة، ونجح أحد الأفراد من العجيلات بالتزوير، وهاجمتهم الجماهير مراكز العجيلات وصبراتة، وقابلوهم بالرصاص وسقط منهم نحو 15 قتيل، وبقوا 3 أيام دون أن يتم سحب الجثث”، مشيرًا إلى أن هذه الواقعة أثرت فيه وفي الشباب وقتها”.
ولفت إلى أنه وقتها اندلعت ثورة عروبية وقومية في مصر، وشعاعها أصبح يغطي ليبيا بالكامل، وأصبح الشعب الليبي مولعًا بهذه الثورة، مشيرًا إلى أن جمال عبد الناصر اهتم بليبيا، وأرسل لها المُدرسين القدامى من مراحل الإعدادي والثانوي، فعلموا ليبيا القومية العربية والتاريخ والحضارة، كما بعث المرشدين الدينيين، ومقرئي القرآن، والقضاة.
وواصل: “أصبح عبد الناصر وقتها رمزًا لليبيين والأمة العربية، وتعلق به الشعب الليبي، وأصبح يقرأ الصحف المصرية، والمقال الذي كان يكتبه محمد حسنين هيكل يوم الجمعة، وتكونت في الجنوب الليبي جماعة ثورية يقودها معمر القذافي، وكان وقتها شابًا ناصريًا حتى النخاع، والتف حوله شباب مثله يؤيدون الفكر الناصري العروبي، ومن ثم تكونت الخلية الأولى، ودارت مظاهرات في سبها نتيجة الانفصال، وكان يقود معمر المظاهرات تضامنًا مع ما يحدث في الوطن العربي”.
واستكمل: “معمر كان يريد تغيير النظام، ليتحول إلى نظام قومي، وتصبح ليبيا تابعة إلى النظام العربي، وفكر في دخول الكلية العسكرية، وطلب من زملائه في الخلية الأولى أن يدخلوا الكلية العسكرية أيضًا، وبالفعل دخل الكلية العسكرية عام 1963م، تقريبًا، ودخل معه عبد السلام جلود، وبشير الهوادي، وعبدالرحمن الصيد، ومفتاح على اسبيع، ويوسف محجر، وعمر محيشي، وكلهم دخلوا بإيحاء من معمر القذافي في الدفعة السابعة 1963م”.
وأردف: “معمر القذافي أسس نظام دقيق في الكلية العسكرية، بأن الطالب المُتقدم يتم تجنيده لتنظيم الضباط الوحدويون الأحرار، بحيث كل طلبة القدامى يجندون الطلبة المُستجدين، حتى أصبح عدد الطلبة الضباط الوحدويون الأحرار كثير جدًا وفي كل أنحاء ليبيا، فابتداءً من طبرق كان هناك شخصيات مثل صالح حبيش، ومحمد الكيلاني، وفتحي الكيلاني، وفي البيضاء كان يوجد أبو بكر السنوسي، وصالح بو فرة، ومفتاح رشيد، وقبيلة الحاسة كان منها موسى أحمد، ومصطفى أحمد، وحسين الحاسي، وشعبان عبد الونيس، ونور سباق، ومبارك سعيد، وعبد الكريم عبد ربه، ومن قبيلة درسة؛ عبدالله الحجازي، ومحمود الدغاري، ومن قبيلة العبيدات؛ عبيد عبدالعاطي بدر، وعبدالفتاح يونس، وسليمان محمود، ومحمد مبارك شكلول، ومبارك عتيق”.
واستطرد: “من قبيلة المسامير كان يوجد، خليفة العجل، ومن قبيلة العواقير؛ عضو مجلس قيادة الثورة محمد نجم، وجبريل الكاديكي، ومحمد مسعود حماد، وفرج البرعصي، فالضباط الأحرار كانوا منتشرين من الحد الشرقي إلى الحد الغربي لليبيا، ومن الشمال للجنوب، حتى بلغ عددهم أكثر من 170 ضابط حر، وكل هؤلاء القبائل كانوا يسكنون في بنغازي”.
وأضاف: “في إجدابيا كان يوجد حسين الفرجاني وخليفة حفتر، وعمر الحريري، ومن قبيلة المغاربة، كان يوجد محمد المقريف، أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة، وكان هناك ضباط آخرين بالمنطقة الشرقية، مثل صالح حبيش، وسليمان الفادي، ومصطفى يوسف، ومن مصراتة، عوض حمزة وعمر محيشي، أعضاء مجلس قيادة الثورة، أحمد المقصبي، ومحمد النحاسي، وعبدالمجيد غريبش، عبد المجيد المنقوش، ومصطفى المنقوش، ومحمد عبد الوهاب كريم، وعلي الفيتوري رحومة، وحمدي السويحلي، ومن قبيلة الزوية، أحمد محمود علي، وعبد الرحيم صالح، وعبد الرحمن الصيد، وغيث إبراهيم”.
وتابع: “من منطقة الجفرة، صالح الهوني، ويوسف الدبري، ومن ودان؛ عضو مجلس قيادة الثورة بشير الهوادي، وعبد الكبير الشريف، ومن بني وليد؛ علي الفيتوري خليفة، والمهدي الدعيكي، وصالح الفار، والهادي امبيرش، وفي الوسط، فرج سليمان من مسلاتة، ومحمد الحاراتي، وفرج معتوق البراني، ويوسف الزياني، ومن يسكن في طرابلس؛ عبد المنعم الهوني، وخيري خالد، وجمعة الصابري من عين زارة، وأحمد عون، وعبد الحميد عامر زايد، والصادق بركة، وفي الزاوية كان هناك 9 ضباط أحرار، منهم مصطفى الخروبي، المهدي العربي عبدالحفيظ، ومحمد شعبان التهامي”.
وواصل: “من منطقة الجبل الغربي، محمد العيساوي، ومحمد القاضي، ومن منطقة الجنوب؛ عبد السلام أحمد جلود، ومحمد نصر، ومن منطقة ورشفانة علي الدعوكي، ومن صبراتة محمد سالم عبده، ومن العجيلات كان يوجد 3 ضباط، وهذا مجمل الضباط الأحرار، وكل هؤلاء تم تجنيدهم بالتوالي، وكان يوجد ضباط شرف، ونحو 20 ضابط صف، وكان يتواجد بالكلية الحربية، عبد السلام الغدامسي، وأعضاء آخرين بكتيبة عمر المختار، ويوجد نحو 20 ضابط صف انضموا للضباط الأحرار”.
واستكمل: “من أدار التنظيم وأسسه، هو معمر القذافي، حتى اندلعت ثورة الفاتح من سبتمبر، وكان يتم التواصل بين الضباط الأحرار بالمنشورات، وكان الضباط الأحرار هم من يوزعون هذه المنشور، حيث قرر معمر أن تتفجر الثورة، ولكن في الربيع/مارس حصل أن كتيبة عمر المختار كانت إجازة هذا اليوم، وتم تأجيل موعد تأجيل الثورة، بمقولة “الحجاج ليسوا قادمين”، واستمر التواصل، ودارت في ليبيا فيما بعد منحة لبريطانيا، بمنظومة الدفاع الجوي، حيث كانت ليبيا بدون دبابات أو أسلحة ثقيلة، أو جيش قوي”.
وأردف: “تقرر إرسال الضباط في دورات تباعًا، وفي يوم الفاتح كان المفترض أن يسافر 17 ضابطًا إلى بريطانيا، وكان يوم الفاتح هو موعد السفر، وتم إخطار القذافي بذلك، ومن جنده في التنظيم هو مفتاح علي اسبيع، وتم إخطاره بموعد اندلاع الثورة، وتم التواصل مع القذافي بصورة شخصية، حيث قامت أزمة بالكتيبة السادسة، وتم الالتحاق بالمعسكر، لتجهيز الضباط إلى أن تم التحرك آخر الليل، ومر عليه وقتها عمر المحيشي الذيا التحق بترهونة وليس في كتيبته بالزاوية”.
واختتم: “التعليمات كانت بتحرك كافة القوات في ساعة واحدة، من درنة إلى الزاوية، بحيث يكون احتلال بنغازي وما حولها، وكذلك الأمر في طرابلس، في دقيقة واحدة”.
الذكريات وأحداث تلك الحقبة التاريخية لا زالت كثيرة، والشهادات الصادقة لا تطمسها السنين، وتبقى حاضرة في الأذهان تتوارثها أجيال بعد أجيال، وإن لم تُدون في صفحات الكتب، فسيقصها الأب لأبنائه والجد لأحفاده.. انتظروا باقي شهادة الفريق، خليفة مصباح.