محلي
محطات للفهم ….. بقلم الفارس الليبي
يخلد الشعب الليبي اليوم ذكرى المنفيين الليبيين إلى إيطاليا والذي يعتبره الشعب الليبي يوماً للحداد الرسمي والسنوي له ، وسنستمر في ملاحقة إيطاليا بضرورة معرفة مصير مايقارب خمسة آلاف ليبي من المنفيين الذين قامت قوات الإحتلال الإيطالي يوم 26 أكتوبر 1911 بتهجيرهم ونفيهم في ظروف غير إنسانية إلى الجزر الإيطالية النائية المهجورة والموحشة والموبؤة ، في أكبر عملية نفي جماعي في ذلك التاريخ وفي ظروف غير إنسانية بالغة القسوة والوحشية والذي يعد جريمة بشعة لم يشهد التاريخ مثيلا لها .
…
صحيفة لافانتي الناطقة بلسان الحزب الأشتراكي الأيطالي في عددها الصادر يوم 27 سبتمبر 1931 كتبت ( أن الفضائع الرهيبة التى اقترفتها الفاشية في ليبيا و التى تتجسد في الإبادة المنتظمة للأهالي و نفي الأطفال إلى إيطاليا لقلبهم إلى عبيد و كاثوليك و منفيين حشروا على الساحل لقتلهم جوعاً ) .
…
المملكة السنوسية كانت أداة طيعة في يد الإيطاليين قبل أن يهرب الملك لمصر ويعود رفقة الجيش البريطاني لينصبه واليا على برقة ، وبالتالي لم تكن تجرؤ على فتح ملف الإستعمار والمنفيين والمعتقلات ، وبقي الإيطاليين يملكون ظلما وعدوانا الأراضي الزراعية والمحال التجارية والبنوك ، حيث يقول السائح فلفل النائب في البرلمان الليبي ابان عهد المملكة نقلا عن رئيس وزراء ليبيا (من 1960 إلى 1963) محمد عثمان الصيد ( مافيش وزارة تتولى في ليبيا الا من السفارة الامريكية او من السفارة البريطانية ) .
…
بعد ثورة الفاتح وطرد مايقارب 30 ألف إيطالي مستوطن إيطالي وتسليم الأراضي لليبيين ، القائد معمر القذافي وفي ذكرى معركة القرضابية 2007 تحدث عن المنفيين موجها كلامه للإيطاليين ( ماذا حدث لهم؟ ماذا عملتم بهم؟ من هنا في مثل هذا اليوم رفعتم ألف ليبي من سرت ، أين أخذتموهم؟ أين هم؟ هؤلاء المنفيون ليسوا غنماً وليسوا دجاجا وليسوا عُمْلَة . وما دمتم لا تعرفون أين الليبيون ، ونحن أيضاً لا نعرفهم، فلا سبيل إلا أن نلتجئ إلى «العلم».. أي إلى الحمض النووي. وعلى «الطليان» كلهم رجالاً ونساءً أن يتعرضوا إلى الفحص بالحمض النووي، لكي نعرف من منهم ليبي من المنفيين ومن الأسرى ومن الذي ليس ليبياً )
…
بعد فبراير الأسود وخلال مؤتمر صحفي مع وزيري الدفاع البريطاني و الايطالي في 2011 قال مصطفى عبدالجليل ( إن الانتداب الايطالي لليبيا كان موازيا لتنمية اقتصادية و زراعية و كل البنايات في طرابلس و درنة من العهد الايطالي وان في ذلك العهد كانت محاكمات عادلة وانه على العموم فترة الانتداب الايطالي احسن لليبيا من فترة القذافي )
وقام حفتر والحاسي ومن معهم بأقتياد أبناء المختار والفضيل للجبهات للتكبير لقصف الناتو والقاذفات الإيطالية على ليبيا ، وقام الشمام وغوقة ورفاقهم بإقتياد إبن المختار إلى قطر والإمارات للركوع وطأطأة الرأس وتقبيل شيوخ النفط والغاز ، ليجلبوا الذل والمهانة إلى قبيلة المنفى الشريفة وشرق الجهاد وليبيا التاريخ المرصع بالتضحيات .
ومنذ تلك النكبة عادت أعياد إجلاء القواعد الأمريكية والبريطانية وطرد المستوطنين الفاشست عن أرض الوطن وقضايا خرائط الألغام والمنفيين والتعويض لطي النسيان وتحفظ في الأدراج لكي لايغضب القديس ليفي والمحرر ساركوزي والحامي الأوحد الأمريكي ومدير الشئون الأمنية باولوسيرا .
وحل محلها الإحتفالات بيوم إنتهاك طرابلس وتدمير سرت وإقتحام بني وليد وسحل أهل المشاشية وحرق بيوت ورشفانة وتدمير بنغازي وتهجير تاورغاء .