علق عضو المجلس الدولة الاستشاري، صالح جعودة، على خروج الناطق باسم قوات الكرامة، أحمد المسماري، في مؤتمر صحفي من أبوظبي، أمس السبت، مُرتديًا زيًا عسكريًا إماراتيًا للحديث عن سير المعارك جنوب طرابلس.
وقال جعودة في مُداخلة هاتفية له، عبر نشرة الثانية بفضائية “ليبيا الأحرار”، تابعتها “أوج”، أنه من المضحك المُبكي أن يتحدث المسماري عن التدخل الخارجي، وهو يتحدث عن شؤون ليبيا، مُرتديًا زي قوات مُسلحة أجنبية، في مؤتمر صحفي بدولة أجنبية.
وأضاف أنه فيما يخص استهداف المدنيين، فقد قصفت قوات الكرامة صباح اليوم الأحد، مستودعات النفط في مطار معيتيقة المدني، لافتًا إلى أن الإمارات تُريد أن تُرسل رسالة واضحة بأنها من تُسير هذه المجموعة العسكرية في حربها على طرابلس، وأنها في طريقها إلى تنفيذ ما قامت به في اليمن قبل أيام فائتة.
وأوضح جعودة، أنه إذا ذهبت الإمارات إلى مشروع تقسيم ليبيا، مثلما تفعل الآن في اليمن، فمن المُرجح أنهم سيستغنوا عن حفتر، لأنه لا ينتمي إلى قبيلة من قبائل برقة، وبالتالي من الممكن أن يستخدموا المسماري أن يكون بديلاً لحفتر، خاصة أنه ينتمي لإحدى قبائل برقة، وأن تقوم الإمارات بتنفيذ خطتها بعد فشلهم في تنفيذ ما كانوا يريدونه وهو السيطرة على العاصمة طرابلس، والاستيلاء على ليبيا بالكامل.
وواصل أنه في ظل غياب جامعة الدول العربية، مُعتبرًا إياها مُختطفة، يدعو الأشقاء في المغرب الكبير إلى التدخل سريعًا قبل تنفيذ المخطط الإماراتي في ليبيا.
وأكد جعودة أنه لن يكون هُناك تقسيم في ليبيا، لأن الفيدرالية هي أقصى ما يدعو إليه أهالي المنطقة الشرقية بإقليم برقة، مُبينًا أن هذه القضية سيتم مناقشتها بعد دحر العدوان على طرابلس، مُتهمًا المسماري بأنه يكذب أكثر مما يتنفس، لاسيما أنه تم دحر قوات الكرامة على الأرض وفي 7 محاور كاملة – حسب قوله.
وأوضح جعودة، أن المقاومة التي تتعرض لها القوات التابعة لحكومة الوفاق المدعومة دوليًا، ليست من القوات التابعة لقوات الكرامة، مُتهمًا “اللواء التاسع”، بأنهم يريدون الانتقام من أحداث النوار/فبراير، وتخليص سُجنائهم، وإعادة التاريخ إلى ما قبل 2011م.
واختتم أن الإمارات ورطت الرياض في اليمن، ثم بدأت كأنها تنسحب من اليمن، كي تقود معركة التقسيم، وأنها تريد أن تقول للقاهرة بأنهم من يصنعوا القرار، ويريدون الحل العسكري في ليبيا، وأن المسماري يتحدث بما تريده الإمارات.
يُشار إلى أن الناطق باسم قوات الكرامة، أحمد المسماري، خرج أمس السبت، في مؤتمر صحفي من أبوظبي يرتدي زيًا عسكريًا إماراتيًا للحديث عن سير المعارك جنوب طرابلس.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ “تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية قد دعا، كافة الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق