أوج – روما
محتفيا بالذكرى الخمسين لثورة الفاتح، كتب المؤرخ الأفريقي والباحث في جامعتي هارفارد وجامعة ستانفورد وكولومبيا، مقالا مطولا حول ليبيا ما قبل القائد الشهيد، معمر القذافي، وكيف حولها من أفقر دولة أفريقية إلى أغنى دولة في القارة السمراء، بأكبر ناتج محلي للفرد متفوقا بذلك على كل أبناء القارة السمراء، رغم حداثة عمر الدولة الغنية بذكاء قائدها في تحويلها من صحراء إلى واحة خضراء لم يسمح لها الغرب باستكمال هذا الحلم خاصة بعد استثمارات الشهيد في مشروع النهر الصناعي العظيم.
واتحدت مجموعة الدول الاستعمارية القديمة للسيطرة على ليبيا وثروتها ولكل من هذه الدول “أمريكا وفرنسا، وإيطاليا”، أطماعه ومأربه، متفقون على التقسيم بشروط لا يتعد أي منهم على نصيب الآخر من كعكة الوطن، ولا عزاء لليبيين.. قسم محررو “أوج” هذا المقال لعدة أقسام سننشرها تباعا، وإلى الجزء الأول..
قال الباحث والمؤرخ الأفريقي، جاريكاي تشنغو، إن القائد الشهيد، معمر القذافي، ورث بعد قيامه بثورة الفاتح عام 1969م، واحدة من أفقر الدول الأفريقية، إلا أنه استطاع خلال فترة حكمه وحتى اغتياله، بفضل اشتراكيته جعل ليبيا أغنى دولة في القارة السمراء، بأعلى ناتج محلي للفرد ومتوسط العمر المتوقع في أفريقيا.
المؤامرة الغربية لإسقاط ليبيا
وأوضح المؤرخ الأفريقي، في مقال مطول نشرته مجلة “كونتر بانش”، اليوم الثلاثاء، طالعته وترجمته “أوج”، أن ” ثورة 2011م المدعومة من الغرب” أدت إلى تحويل ليبيا إلى دولة فاشلة واقتصادها متهاو، مذكرا بتصريحات للرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، التي قال فيها إن “فشل عندما لم يخطط لمستقبل ليبيا ما بعد القذافي”.
ورصد الباحث، التدهور الذي جنته ليبيا جراء المؤامرة الغربية عليها، والتي تلت مرحلة سقوط الدولة واغتيال القائد، موضحا أن ما حدث يعد السيناريو الأسوأ للبلاد، حيث غادرت السفارات الغربية، وأصبح جنوب ليبيا ملاذاً للإرهابيين، والساحل الشمالي مركزًا لتهريب المهاجرين على نطاق واسع.
أما عربيا، أغلقت كل من مصر والجزائر وتونس حدودها مع ليبيا، مشيرا إلى أن هذا التدهور الذي تعانيه البلاد على مستوى علاقاتها مع الدول وتراجع حجم التمثيل الدبلوماسي بها، تزامنت مع انتشار جرائم الاغتيالات والاغتصاب والتعذيب، لتكمل صورة الدولة التي فشلت في جوهرها.
ولفت إلى أن هدف الغرب عام 2011م، برز بشكل واضح في عدم مساعدة الشعب الليبي، الذي كان يتمتع بالفعل بأعلى مستوى معيشي في أفريقيا، ولهذا كانت الخطو لـ”الإطاحة بالقذافي”، لتعزيز الأنظمة العميلة، والسيطرة على الموارد الطبيعية في البلاد.
ونفى المؤرخ الأفريقي، كل الاداعات التي ساقها الخبراء والباحثون المتخصصون في الشأن الليبي، والذي يزعم أن تدخل الغرب في ليبيا، كان بهدف السيطرة النفط، مشددا على أن لكل دولة مآربها، بالنسبة لأمريكا، كان التدخل العسكري يتعلق بالأساس بالأسلحة، أما إيطاليا تدخلت بسبب النفط والغاز الطبيعي، وبالنسبة لفرنسا كنز القرن الواحد والعشرون “المياه”.