أوج – القاهرة
قال الكاتب الصحفي، بول إيدن، إن تركيا تقدم دعما عسكريا لحكومة الوفاق المدعومة دوليا، حيث زودتها بطائرات بدون طيار مكنتها من تنفيذ سلسلة من الغارات الجوية على القوات الكرامة.
وأوضح الصحفي المقيم في شمال العراق، في تقريره بصحيفة “أحوال”، التركية اليوم السبت، طالعته وترجمته “أوج”، أن طائرات بدون طيار من طراز “Bayraktar TB2” التركية، قد نفذت عدة غارات جوية نيابة عن حكومة الوفاق، وقدمت الدعم الجوي لقواتها البرية التي تشن هجمات مضادة ضد قوات الكرامة، مشيرا إلى أن تركيا هي التي انتصرت على حفتر واستعادت مدينة غريان في أواخر شهر الصيف/ يونيو الماضي.
وأبرز إيدن، أن قوات الكرامة، تمتلك أسطولا من الطائرات “المسيرة” بدون طيار، من طراز ” Wing Loong II”، صينية الصنع والتي تقدمها الإمارات دعما لحفتر، موضحا أن تركيا نجحت في تكبيد الكرامة خسائر جديدة بعد إمداد الوفاق بعدد من الطائرات المسيرة من نفس طراز Bayraktar، أواخر شهر هانيبال/ أغسطس الماضي.
ونقل إيدن، عن الخبير العسكري، أرنود دلالاندي، قوله إن حكومة الوفاق استقبلت 12 طائرة مسيرة، على دفعتين، حيث استلمت في شهر الماء/مايو أربعة طائرات، واستلمت ثمانية آخرين في شهر ناصر/يوليو الماضي.
وأضاف الخبير، العسكري أن الدفعة الثانية التي تسلمتها الوفاق كانت بمثابة حصة تعويضية عن خسائرها الأولى، مشيرا إلى أن الوفاق خسرت على الأقل نصف هذه الطائرات، وهو مادعى أنقرة لتسليمها دفعة ثالثة في هانيبال/أغسطس الماضي تعويضا عن خسائرها المتتالية.
وتوقع محلل الدفاع التركي، “ليفنت أوجزيل” في ذات التقرير، أن عدد الطائرات التي سلمتها تركيا كدفعة ثالثة بثمانية طائرات تسلمتها الوفاق عبر مطار مصراتة.
ونقل التقرير، تأكيدات لأوليفر إيمهوف، الباحث في شركة “إير ويرز”، غير الربحية والتي توثق الغارات الجوية والإصابات في الشرق الأوسط وليبيا، أن قوات الوافق تسلمت طائرات تركية بدون طيار في السابع والعشرين من هانيبال/أغسطس الماضي، مرجحا أن تصل أعداد هذه الطائرات من ست إلى ثمانية طائرات، وذلك وفقا للغارات الجوية التي تقوم بها القوات الموالية للوفاق.
وفي حين أن عدد الطائرات بدون طيار الإماراتية الموجودة بحوزة قوات الكرامة، أشار إيمهوف، إلى أن كلا الجانبين يتمتع بقدرات متشابهة بناءً على عدد الضربات التي قاما بها ضد بعضهما البعض، لافتا إلى تميز الطائرات الإماراتية، لأنها تمتلك مدى أطول من نظيرتها التركية.
كما أشار إلى أن حكومة طرابلس في وضع غير مؤات مقارنةً بخصومها “لأن مجموعة البيركتار لا تبعد سوى 150 كم دون هوائيات ترحيل أرضية تتعارض مع الجناح وينج، الذي يستخدم الأقمار الصناعية”.
وقال “لقد تم ضرب جميع البيركتار الذين دمروا أثناء هبوطهم عقب مهماتهم الخاصة”.
وأكد التقرير، أن تركيا نشرت هوائيات التتبع في شهر ناصر/يوليو الماضي، لدعم زيادة مدى طائراتها بدون طيار، ولاسيما لضرب الجفرة وتدمير طائرتي نقل عسكريين من طراز Illyushin Il-76.”
وبنى التقرير على هذه المعطيات، مؤكدا على أنها تشير إلى أن تركيا لا تنكر فقط تفوق قوات الكرامة الجوي المدعوم من دولة الإمارات العربية في ليبيا ولكنها تثبت أيضًا أنها قادرة على ضرب الكرامة، نيابة عن حكومة السراج، مشيرا إلى تعادل القوتين العسكريتين، بحيث لايمكن لإحداهما التغلب على الأخرى.
وأوضحت الصحيفة، أن تحقق المزيد من الأسلحة ربما يقلب ميزان القوى لصالح قوات الكرامة.
وعرج التقرير، على نقطة مفصلية أخرى في الدعم العسكري الذي تقدمه أنقرة للوفاق، مبرزا أنها قد تقدم على إرسال طائرات بدون طيار من طراز” تاي أنكا-إس MALE SİHA مسلحة من طراز” تاي أنكا-إس LAI ، إلا أن تشغيلها وصيانتها سيكون مشكلة بالنسبة لهذه الطائرات الكبيرة بدلاً عن طائرات TB2 الصغيرة والفعالة.
ولفت إيدن، إلى أن هناك مشكلة أخرى ربما تعترض الشحنات التركية من هذه الآليات، تعرضها للخطر، كأن تعترضها القوات الجوية في كل من مصر والسودان، وكذلك القوات البحرية اليونانية والمصرية إذا شحنتها تركيا عبر سفنها المتجهة إلى ليبيان مشددا على أن الدولة الرئيسية التي يمكن أن تعيق جهود إعادة إمداد تركيا هي مصر.
وعلى الجانب الأخر، يعرض التقرير لمشكلة قد تواجه الدول التي يقول إنها تدعم الكرامة، وهي مصر والإمارات لأنهما يستوردان الطائرات المسيرة من الصين، وفي حال قطعت عنهما الصين هذه الطائرات سيتوقف الدعم، الأمر يختلف تماما بحسب التقرير، بالنسبة لقوات الوفاق، لأن تركيا تصنع طائراتها بنفسها ولاتحتاج استيرادها.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.