أوج – أبوظبي
قال الناطق باسم قوات الكرامة، أحمد المسماري، إن مدينة مصراتة لا تمثل عقبة أمام تقدم قوات الكرامة نحو طرابلس، موضحًا أن القيادة العامة حين تخطط لمعركة بحجم تحرير العاصمة، فإنها تستعد لكل الاحتمالات والتهديدات، التي يمكن أن تواجهها خلال تقدمها الميداني وبكافة المحاور، وبالتالي لا توجد أمامها خطوط حمراء أو مناطق عصية على الاختراق.
وأضاف المسماري في تصريحات إلى صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، طالعتها “أوج”، أن مصراتة على كل ما يتردد عن قوتها الراهنة لا تمثل أي شيء مقارنة بالوضع، الذي كانت عليه مدينة بنغازي قبل تطهيرها من الجماعات الإرهابية.
ودعا إلى تذكر كيف كان الوضع في بنغازي من إرهاب واغتيالات وأعمال عنف واسعة، ومع ذلك قررت قوات الكرامة، أن تكون بدايتها من هناك عام 2014م، موضحًا أن العصابات الإجرامية، والجماعات الإرهابية بمختلف أنواعها، كانت تسيطر على كل شبر هناك، وأسسوا المعسكرات، وأعدوا مخازن الأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى قواعد وغرف عمليات، فضلاً عن الدفع بما لا يقل عن 17 ألف إرهابي، مُستدركًا: “نتوقع أن تكون الأمور بمصراتة أفضل بالنسبة لنا، فميلشياتها في الأغلب جهوية، ومنها ما يشترى ولاؤها بالمال، وقابلة للانفجار لكثرة المشاكل الأمنية داخلها، وهذا كله مرصود من جهتنا”.
وعلّق المسماري عما يتردد عن التسليح الواسع الذي تتمتع به ميلشيات مصراتة، بامتلاكها عددًا كبيرًا من الدبابات الحديثة، والسيارات المزودة بمضادات للطائرات، فضلا عن خبرتهم الميدانية بالمعارك، قائلاً: “نعم قد يكون لدى مصراتة ترسانة غير هينة نظرًا لاستيلائها على كامل مخازن السلاح، والذخائر بالمنطقة الغربية عام 2011م”، مُبينًا أنه هناك عوامل أخرى لا بد من الالتفات إليها عند تقييم القدرة على الحسم بالمعارك، وفي مقدمتها عامل المعرفة والخبرة بالعلوم والتدريبات العسكرية، وهو ما تتمتع به قوات الكرامة، ما يجعل الفارق بينهم وبين غيرهم من حيث المهارة والحرفية شاسع جدً.
وشدد المسماري على أن قوات الكرامة، لا تتمنى دخول مصراتة، أو أي مدينة ليبية أخرى عبر بوابة القتال العسكري، وإنما عبر موافقة الأهالي على الشروط العامة، التي وضعتها قوات الكرامة، لعدم قتال أي مدينة، وهي تسليم الأسلحة والإرهابيين والمطلوبين للقضاء، والعودة لحضن الوطن، والالتزام بالخضوع لأحكام الدستور والقانون، مثلما حدث ببعض مدن الجنوب، مؤكدًا أنه لا توجد خطوط حمراء أو مناطق عصية أمام قوات الكرامة.
ونفى المسماري، وجود مفاوضات بين القيادة العامة والبعض من قيادات ووجهاء مصراتة، واصفًا ذلك بأنه مجرد شائعات، وأن القيادة العامة لم تجتمع بأحد، أو تتفاوض مع أحد بشكل مباشر أو غير مباشر، مُتابعًا: “شروطنا وأهدافنا واضحة منذ بداية انطلاق معركة الكرامة 2014م، ويمكننا القول إن كل نقطة أو منطقة إرهابية تهدد الدولة سنكون لها بالمرصاد، وإذا أرادوا تجنب القتال عليهم الالتزام بالشروط التي أعلناها”.
واستدرك أن مصراتة تضم قوى وشخصيات وقامات، يرحبون بقوات الكرامة، ولديهم تواصل وتوافق كامل مع تلك القيادات منذ البداية وإلى الآن حول نقاط عدة، منها هيبة الدولة واستقرارها وسلامة أراضيها، ولكن بالنهاية المدينة مستولى عليها من قبل الميلشيات، موضحًا أن تهديد بعض قيادات ميلشيات مصراتة بالانتقام والرد على استهداف قوات الكرامة للكلية الجوية بالمدينة منتصف هانيبال/أغسطس الماضي، ليس له قيمة، لافتًا إلى أنهم يهددون بشن هجوم مضاد لا يعيق فقط تقدم قوات الكرامة، إلى نقاط جديدة بمحاور القتال الرئيسية بالعاصمة، بل وقد يدفعها خارجها، على اعتبار أن ضرب الكلية كان عملاً استفزازيًا سيدفعهم للنزول بكل ثقلهم لأرض وميادين المعركة، وقد تناسوا أنهم بالأساس منخرطون بقوة في قتال قوات الكرامة منذ بداية معركة تحرير طرابلس.
ولفت المسماري، إلى أن 80 في المائة من قوات حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، من ميلشيات مصراتة، مُشددًا على أن الحالة الوحيدة التي قد تدفع بقوات الكرامة للتعجيل والاشتباك العسكري مع ميليشيات مصراتة هي اتخاذ تلك الميلشيات الإرهابية للمدنيين، دروعًا بشرية خلال عملية استهدافهم لقوات الكرامة.
وفي ختام حديثه، أوضح المسماري، رئيس المجلس الرئاسي المُنصب من المجتمع الدولي، فائز السراج، عبارة عن واجهة فقط، وأن جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا تتحكم فيه، ومن الطبيعي أنه بمجرد الانتهاء من استغلال تلك الواجهة سيتم الاستغناء عنها.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.