أوج – طبرق
أعلن رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق، عقيلة صالح، اليوم السبت، أن مجلس النواب اتخذ قرارًا بإسقاط عضوية النواب المقاطعين للمجلس، ممن يعقدون جلساتهم في العاصمة طرابلس، مشيرًا إلى أن هؤلاء الأشخاص ميؤوس من انتمائهم للوطن.
وأوضح صالح، في لقاء مع فضائية “ليبيا المستقبل”، نقلته وكالة الأنباء الليبية “وال”، تابعته “أوج”، أن الدستور هو الذي ينظم سلطات الدولة، وأن مجلس النواب مقره محدد في مدينة بنغازي، أو في مكان يختاره المجلس بأغلبيته مؤقتًا لظروف معينة.
وأشار صالح، إلى أنه يتم اختيار المكان كما حصل في الاجتماعات بطبرق، لافتا إلى أن أي اجتماع خارج مقر مجلس النواب الرسمي أو المقرر من قبل مجلس النواب هو اجتماع باطل من حيث المبدأ، حتى وإن كان من نواب لم ينفصلوا عن المجلس، قائلاً: “فما بالك بنواب انشقوا عنه”.
ولفت رئيس مجلس النواب، إلى أن مبعوث الأمم المتحدة، أبلغ النواب المجتمعين في طرابلس بأن هذا العمل لا يُشكل شيئًا بالإضافة إلى أنه يرقى إلى درجة الخيانة الوطنية، قائلاً: “ما يعني أنه عندما يقوم مجلس في طرابلس فكأنه تم تقسيم ليبيا وتصبح طرابلس جمهورية طرابلس أو دولة طرابلس”، مشددًا على أن الإقدام على هذا العمل من بعض الزملاء لا يُغفر له لأنها محاولة إلى تقسيم البلاد.
وبيّن صالح، أن جلسة مجلس النواب يجب أن تكون بدعوة من رئيس المجلس لحضور الاجتماع، وفي مقر المجلس، وفي جدول أعمال معين، وكذلك انتخاب رئيس مجلس النواب يكون عن طريق مجلس النواب وبأغلبية معينة، ويكون بانتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه، وهيئة الرئاسة، مؤكدًا أن هذه الإجراءات التي تمت في طرابلس إجراءات مخالفة للدستور والقانون وباطلة ولا قيمة لها ولم يعترف بها أحد بمن فيهم مبعوث الأمم المتحدة.
ونفى صالح، أية محاولات للتواصل مع النواب المُقاطعين، خاصة بعد عقدهم بعض الاجتماعات وانتخابهم لرئيس ونائبين وإصدارهم لعدة قرارات، قائلاً: “وصلوا إلى درجة إقالة القائد العام للقوات المسلحة المكلف من مجلس النواب والذي يحتمل هذه المسؤولية الوطنية في الحرب على الإرهاب، لكن الباب مفتوح لمن يريد العودة إلى الحق، خير من التمادي في الباطل، فإذا رأوا أن يرجعوا إلى مجلس النواب فهو مُرحب بهم، أما نحن فإننا نراهم سعوا لتفتيت الوطن وإسقاط المؤسسات الشرعية، ومجلس النواب اتخذ قرارًا بإسقاط عضوية هؤلاء النواب لأنهم أخلوا بواجباتهم الأساسية”.
وكشف صالح، أنه في كل دول العالم، وحتى الدول المُركبة البرلمان يجب أن يكون واحدًا، قائلاً: “قد تكون هناك عدة حكومات في ولايات وتسمي وزارات ورئيس وزراء، لكن السلطة التشريعية يجب أن تكون واحدة لأنها التي تصدر القوانين التي تسري في كل أنحاء البلاد سواء أن كانت دول اتحادية أو بسيطة”.
وأكد رئيس مجلس النواب، أن هناك تحرك أفريقي داعم لمجلس النواب الليبي المنتخب والحكومة المنبثقة عنه بما يعزز احترام إرادة الليبيين، قائلاً: “هناك نشاط للاتحاد الإفريقي الذي يرأس دورته الحالية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والذي أعلن صراحة عدة مرات أن الجسم الشرعي الفعلي الوحيد هو مجلس النواب الليبي، وأنه يدعم الجيش الليبي لتحرير الوطن”، معربًا عن اعتقاده بأن الفرصة متاحة الآن لتوصيل حقيقة ما يجري في ليبيا خاصة بعد انتصارات قوات الكرامة.
وكان عدد من أعضاء مجلس النواب الموالين لحكومة الوفاق المدعومة دوليًا، ومعهم مجموعة من النواب المقاطعين لمجلس النواب المنعقد في طبرق، عقدوا اجتماعاتهم في العاصمة طرابلس، وأعلنوا تشكيل هيئة لمجلس نواب موازٍ يتخذ من طرابلس مقرًا له برئاسة الصادق الكحيلي.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.