خبير روسي: روسيا ترغب في عودة نظام الجماهيرية بتوب جديد على يد سيف الإسلام

أوج – القاهرة
استعرض الكاتب والخبير السياسي الروسي، دينيس كوركودينوف، في مقال له بمركز البصيرة الجيوستراتيجية العالمية “woi” تفاصيل الأزمة الليبية، التي مثلت الأجندة الرئيسية لقمة مجموعة السبع في منتجع بياريتز بفرنسا نهاية الشهر الماضي، ليخلص إلى رغبة روسيا في عودة نظام الجماهيرية في ثوب جديد على يد الدكتور سيف الإسلام القذافي.
وتناول الكاتب في مقاله المنشور أمس الأحد، والذي طالعته وترجمته “أوج”، تطورات الأوضاع في ليبيا بالإشارة إلى توصل المشاركين في اجتماع مجموعة السبع، إلى مبادرة عامة لوقف إطلاق النار في ليبيا، من أجل البحث عن حل سياسي للنزاع، وتقرر تنظيم مؤتمر دولي سيتيح للأطراف المتحاربة بدء حوار كامل مع بعضهم بعضا.
وأشار إلى معقولية فكرة عقد مؤتمر دولي حول الأزمة، خصوصا أن العديد من الدول ومجموعات النفوذ تشارك في النزاع الليبي، كما أن المحاولات السابقة لجمع أطراف النزاع لم تنجح، في الوقت نفسه، يسعى المجتمع الدولي، الذي أخذ زمام المبادرة إلى القمة ومناقشة المشكلات الليبية، إلى دفع مصالحه الخاصة المتعلقة بالتأثير على موارد الطاقة الليبية.
ولفت إلى عدم استطاعة حكومة الوفاق المدعومة دولياً من مواجهة قوات الكرامة بقيادة خليفة حفتر بشكل مستقل، وبالتالي ظل التدخل الخارجي مسألة وقت فقط، وتجلى ذلك لأول مرة من خلال العمليات العسكرية “فجر الأوديسا” التي انطلقت في الربيع/ مارس 2011م، و”عملية الكرامة” في الطير/ أبريل 2014م، والذي شارك فيهما المجتمع الدولي بشكل مباشر، لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية ومصر والإمارات.
وأوضح الكاتب الروسي، أن الاهتمام الخاص لمصر والإمارات، كان مرتبطًا بعزمهما معارضة “الإسلام السياسي”، وعلى رأسه جماعة الإخوان المسلمين، لذا قررت القاهرة وأبو ظبي، الانضمام إلى “الجيش الوطني” بقيادة خليفة حفتر، الذي يعتبر نفسه رسميًا المقاتل الرئيسي ضد أسلمة ليبيا الراديكالية، حيث سمح الدعم المقدم لحفتر من بلدان التحالف الدولي بتقوية موقعها في شمال أفريقيا واستخدام ليبيا كمنصة لتوضيح العلاقات مع بعضها بعضا.
وأضاف أن كل هذه الظروف لم تسهم إطلاقًا في تسوية النزاع في طرابلس، بل على العكس زاد التوتر، ليضطر المجتمع الدولي إلى خلق مظهر من السلطة المركزية في ليبيا بطريقة أو بأخرى عن طريق إنشاء حكومة الوفاق في عام 2015م بقيادة فائز السراج، الذي جاء باتفاق بين أمريكا وإيطاليا، كما وافقت الجزائر وتونس على القرار، خوفا من أن يقود ليبيا خليفة حفتر “المهووس” بفكرة التحول الكامل لمؤسسات الحكم والعلاقات الخارجية الليبية.
وذكر الكاتب، أنه بعد انتخاب دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة، كان هناك إعادة هيكلة في مسرح العمليات الليبية، حيث بدأت إدارة البيت الأبيض تجاهل ليبيا، ما سمح لفرنسا بتنشيط وجودها في المنطقة، ففي ناصر/ يوليو 2017م في مدينة لاسيل سان كلود الفرنسية، تم عقد اجتماع بين خليفة حفتر وفائز السراج، وفي الماء/ مايو 2018م، تم تنظيم مؤتمر دولي، وبرزت ليبيا موضوعا مركزيا، وبالتالي، تم تحسين موقع “الجيش” بشكل كبير، في حين تحولت طرابلس إلى “ممثل داعم”.
وألمح كوركودينوف، إلى انعطافة في ليبيا، بدأت بمتابعة الإصلاحات الديمقراطية الرامية إلى تقويض سلطة فائز السراج، فعلى وجه الخصوص، كان أحد التحولات الديمقراطية، العفو عن المؤيدين السابقين للقائد الشهيد معمر القذافي، مثل الدكتور سيف الإسلام، ما ترك أثرا سلبيا للغاية على حكومة الوفاق.
وتابع أن زحف حفتر نحو العاصمة، وفشل عملياته العسكرية في السيطرة على طرابلس، دفع المجتمع الدولي إلى الشك في مدى كفاءة معارضي السراج، فكان الخلاص الوحيد لحفتر هو بتلقي الدعم العسكري وتجنب العار في الساحة الدولية، مؤكداً أن موسكو ليست مهتمة بدعم “الجنرال” بقدر اهتمامها بتعزيز موقعها في المنطقة.
وأكد أن كل هذه الظروف وضعت حفتر في موقف ضعيف للغاية؛ فمن ناحية، مستعد للخسارة أمام قوات الوفاق، التي تتفوق بشكل كبير على قوات “الجيش” عسكريًا، لكنه لا يستطيع أن يعلن استسلامه رسميًا، خصوصا أن موسكو تمارس الضغط عليه، مشيرا إلى أن لديه خياران فقط، إما بأي ثمن الإطاحة بفائز السراج، أو القتال حتى التدمير الكامل للجماعات المسلحة الموالية له.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.
Exit mobile version