قتل الأرواح والأحلام.. ثمن الهجرة غير الشرعية عبر ليبيا يدفعه النيجيريون


أوج – طرابلس
حالة جديدة تكشف مدى المعاناة التي يتعرض لها المهاجرون إلى أوروبا عبر ليبيا، يرصدها موقع “سانا” المهتم بالشؤون الآسيوية ومقره سنغافورا، من خلال قصة حية تعرضها الضحية “غلوريا” التي تجاوزت محنتها العام الماضي، بعدما عادت إلى منزلها في نيجيريا.
ونقل الموقع، في تقرير له، اليوم الثلاثاء، طالعته وترجمته “أوج”، تفاصيل ما عانته غلوريا الفتاة البالغة من العمر 26 عامًا، التي غادرت نيجيريا مع أربع نساء أخريات، وحلمن بحياة أفضل في أوروبا، لكن مات في الرحلة الشاقة، ثلاثة من الأصدقاء الخمسة قبل الوصول إلى ليبيا، بعدما تقطعت بهم السبل لمدة عام تقريبًا.
غلوريا كانت تحلم بأن تكون مصممة أزياء، لكنها الآن تخيط بدلات رياضية في ورشة متهالكة في مدينة بنين، جنوب نيجيريا، مقابل 15000 نيرة شهريًا “41.50 دولارًا أمريكيًا”، وعملها جزء من برنامج تدريبي، وضعته ولاية إيدو الجنوبية، التي تعد نقطة الانطلاق بالنسبة لمعظم المهاجرين النيجيريين.
وتعتبر غلوريا واحدة من حوالي 14000 شاب نيجيري عادوا من ليبيا منذ عام 2017م بموجب برنامج الأمم المتحدة للعودة الطوعية، كما طلبت هي والعائدين الآخرين عدم الكشف عن أسمائهم الحقيقية، وقالت الفتاة النيجرية لوكالة فرانس برس، إنها “لا تطلب الكثير”؛ مجرد سقف فوق رأسها، وتكون قادرة على تناول الطعام، لكنها تلوم نفسها لأنها تجرأت على الحلم بأن الحياة يمكن أن تكون أفضل في أي مكان آخر وأن تصدق وعود المهربين بأنهم سيصلون إلى أوروبا في غضون أسبوعين.
ديون متراكمة
حالة أخرى يعرضها الموقع، بطلها الشاب النيجري بيتر، صاحب الـ24 عامًا، الذي اعتقل بعد أيام قليلة من عودته، حيث كانت والدته اقترضت أموالاً من أحد مقرضي الحي لجمع 1000 يورو اللازمة للدفع إلى مهربه.
وقال بيتر لوكالة فرانس برس، إن والدته أصيبت بالشلل ماليا، لتقترض المزيد من الأموال من مقرض آخر لسداد ديونها، مؤكدا أنه قام بمحاولة ثانية للهجرة، لكنها فشلت أيضا وعاد إلى نيجيريا، ويفكر حاليا في الانتحار، لكن تحمله مسؤولية أمه تمنعه.
الكرب المستمر
ومن جهتها، أبرزت منظمة هيومن رايتس ووتش ما وصفته بـ”الكرب المستمر” الذي يواجهه العائدون إلى نيجيريا، بعد محاولة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، التي أصبحت صعبة بسبب تشديدات سياسات الهجرة للاتحاد الأوروبي، حيث أصبحت الحياة أكثر صعوبة من ذي قبل؛ مثقلة بالديون، وكفاح من أجل العثور على عمل.
وأوضحت المنظمة في تقرير لها الشهر الماضي، أن الكثيرين يعانون من مشاكل صحية طويلة الأمد، بالإضافة إلى وصمة عار اجتماعية عند العودة إلى نيجيريا، مضيفة أن المراكز التي تديرها الحكومة المكلفة برعاية هذه المراكز تعاني من ضعف التمويل وغير قادرة على تلبية الاحتياجات المتعددة للناجين من أجل الحصول على مساعدة شاملة طويلة الأجل.
وأشارت “رايتس ووتش”، إلى وضع ولاية إيدو برنامج دعم، في سابقة نادرة بنيجيريا، حيث تستضيف الولاية حوالي 4800 من حوالي 14000 عائد، معظمهم تتراوح أعمارهم بين 17 و35 عامًا دون مؤهلات، وبموجب البرنامج، يمكن للعائدين السفر مجانًا إلى مدينة بنين، عاصمة إيدو، والبقاء ليلتين في الفندق، والحصول على ساعة من الدعم النفسي وبدل حوالي 1000 يورو، لكن المبلغ بالكاد يحرك الإبرة لأولئك الذين يبدأون من جديد.
Exit mobile version