عبرت شخصيات عربية، عن بالغ حزنها لاستمرار اختطاف الكابتن هانيبال معمر القذافي، بالسجون اللبنانية، مؤكدين أنه يتعرض لظلم جائر، مطالبين الأمم المتحدة بالتدخل لوقف محاسبته على جريمة لم يرتكبها، لافتين إلى أن الأسباب المطروحة لا يقبلها عقل ولا منطق.
قال الكاتب الصحفي والإعلامي الفلسطيني، الدكتور غازي أبو كشك، إن الكابتن هانيبال القذافي، المختطف في السجون اللبنانية، يعاني من مشاكل صحية عديدة، وأن ظروف احتجازه في لبنان “غير لائقة”، داعيًا الأمم المتحدة إلى إرسال فريق طبي إلى لبنان لزيارته في السجن، للوقوف على حالته الصحية.
وأوضح أبو كشك، في تصريحات صحفية، طالعتها “أوج”، أن الوضع الصحي للكابتن هانيبال القذافي، غير جيد، لافتًا إلى أنه عانى من عدة متاعب، بينها أزمة صدرية، وعدم القدرة على التنفس جيدًا، وألم في أسفل الظهر، واحتكاك في الركب والمفاصل، ومشاكل جلدية، وذلك بسبب عدم تعرضه للشمس، قائلاً: “لديه كسر في أنفه، وكدمات في رأسه بسبب الضرب الذي تعرض له، أثناء خطفه من سوريا إلى لبنان، وألم في رجله اليسرى، حيث لا يستطيع السير عليها بشكل جيد”.
وكشف أبو كشك، أنه تم منع هانيبال القذافي من التواصل مع أي وسائل إعلام أو صحافة، أو أي شخص يقوم بزيارته، مؤكدًا أن زوجته وأولاده الذين ما زالوا في سوريا، لم يتمكنوا من زيارته بعد، قائلاً: “هو قلق بشأنهم، لأنهم ليسوا في مأمن، وذلك بسبب الأوضاع في سوريا، حيث لا يوجد من يؤمن لهم طلباتهم، وهم بحاجة إلى والدهم”.
وبيّن الكاتب الصحفي الفلسطيني، أن اختطاف هانيبال القذافي لا علاقة له من قريب أو بعيد بالإمام الصدر، موضحًا أن اختطافه جاء انتقامًا من القائد الشهيد، معمر القذافي، الذي أصر على فك الحصار الذي فرضته حركة أمل على المخيمات الفلسطينية، قائلاً: “أرسل عبد السلام جلود، لمدة 3 أشهر، وقال له، لا تعد حتى تفك الحصار عن المخيمات”، مؤكدًا أن القذافي لم يقتل الصدر، وأن ذلك لم يثبت إلى الآن.
وفي سياق متصل أكد عضو مجلس الشورى اليمني، الدكتور خالد السبئي، أن هناك تحركات جارية لتشكيل لجنة من الحقوقيين ورجال القضاء، للمطالبة بالإفراج عن نجل القائد الشهيد، معمر القذافي، الذي اختُطف من الأراضي السورية في الكانون/ديسمبر 2015م، مشيرًا إلى أنه لا يزال قابعًا في السجون اللبنانية حتى الآن على ذمة قضية لم يثبت تورطه فيها.
وأضاف السبئي، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، طالعتها “أوج”: “الفريق الذي يسعى للمطالبة دوليًا بالإفراج عن هانيبال القذافي أكد أن القضاء اللبناني أطلق سراح خاطفي نجل القذافي من سوريا، فيما لا يزال الأخير موقوفًا منذ 12 الكانون/ديسمبر 2015م أمام دائرة المحقق زاهر حمادة”، مشددًا على أن هذا الأمر لا يجب إخضاعه للنواحي السياسية، للقضاء اللبناني، مناديًا بإطلاق سراح نجل القائد الشهيد، معمر القذافي، بشكل فوري، خاصة وأنه تم توقيفه دون أن يرتكب أي جرم، موضحًا أن احتجازه طيلة السنوات الماضية، تسبب في ضرر عائلي تمثل في حرمان أطفاله من رعايته، وهو ما انعكس سلبًا على عائلته بشكل كبير، والتي تسعى إلى الدفع بكل الطرق للإفراج عنه ونيل حريته.
وكشف عضو مجلس الشورى اليمني، أن هناك ضغوطًا سورية على لبنان لإطلاق سراح الكابتن هانيبال القذافي، النجل الرابع للقائد الشهيد، معمر القذافي، والموقوف لدى الأمن اللبناني منذ 10 الكانون/ديسمبر 2015م، مؤكدًا أن الرئيس السوري، بشار الأسد، أبلغ بعض الجهات اللبنانية الرسمية، رسالة شديدة اللهجة مفادها بأنه لا مبرر لاحتجاز هانيبال القذافي، خصوصًا بعدما اتضح أنه لا يعرف شيئًا عن قضية إخفاء الإمام موسى الصدر ومرافقيه في ليبيا عام 1978م.
وبيّن السبئي، أن توقيف نجل القائد الشهيد، جاء لكونه ابن العقيد الشهيد معمر القذافي، في حين أنه لم يكن مطلوبًا لدى القضاء اللبناني قبل واقعة الاختطاف.
من جهته أكد المنسق العام لأنصار تيار الفكر الجماهيري بالأردن، الدكتور محمد العامر، أن الإفراج عن الكابتن هانيبال معمر القذافي، هو خيار كل حر، قائلاً: “بات جليًا أن عملية اختطاف الكابتن هانيبال معمر القذافي، من قلب عروبتنا النابض سوريا الشموخ والكبرياء، قرصنة مدانة، والتي تمت تحت حجج وذرائع أقبح من ذنب، ولا يقبلها منطق ولا عقل ولا دين، والمنافية بشكل لا يقبل مجال للشك للأعراف والتقاليد العربية الأصيلة، وللقوانين المعمول بها دوليًا، والدساتير الداخلية”.
وأضاف العامر: “كان الكابتن هانيبال، يتمتع بحق اللجوء السياسي في سوريا، والآن يقبع في السجون اللبنانية دون ذنب يُذكر، على الرغم من تبرئة القضاء اللبناني له من أية تهمة جنائية”.
وتابع: “نهيب بجماهير أمتنا العربية الحية، على رفع الصوت عاليًا في وجه ما جرى من جرائم قانونية، لما تشكله هذه السابقة من شق للصف العربي، وتشتيت لجهود كل من؛ سوريا، ولبنان، وليبيا، في مواجهة عدوهم المشترك، المتمثل في الإمبريالية العالمية، وتجسيدها المادي الكيان الاستيطاني الاحتلالي الصهيوني، وأدواتهما في المنطقة، والذين يعيثون في البلاد نهبًا وقتلاً وتدميرًا، وعبثًا بنسيج أمتنا الاجتماعي لتحييد دورها عن تحقيق حلم عروبتنا في الوحدة والحرية والتحرير، وفي المقدمة منها فلسطين بمقدساتها الاسلامية والمسيحية”.
وواصل: “الكابتن هانيبال معمر القذافي، كان لا يتجاوز عمره الثلاث سنوات، عند غياب سماحة العلامة الإمام موسى الصدر، ورفاقه فرج الله كربهم، مخالفين أدعياء الحرص على كشف مصيرهم، قول أصدق القائلين، بعد بسم الله الرحمن الرحيم (ولا تزروا وازرة وزر اخرى)، لذا نتمنى من الرئيس مشيل عون، والرئيس بشار الأسد، مع كافة أحرار أمتنا وقواها التقدمية، العمل على إحقاق الحق، وتصويب المسار من خلال العمل السريع على الإفراج عن الكابتن هانيبال معمر القذافي، لما لذلك من أثر طيب على جماهير أمتنا، على المستويين الرسمي والشعبي، في نفس الوقت الذي نطالب فيه بتكثيف الجهود في البحث عن مصير سماحة العلامة موسى الصدر ورفاقه الكرام، وصولاً إلى إظهار الحقيقة ومعاقبة الجناة”.
وعلى صعيد متصل، طالب الكاتب والمفكر السوري، مهدي عبد اللطيف رستم، حزب الله بالتدخل لإطلاق سراح الكابتن هانيبال القذافي، مشيرًا إلى أن هذا يأتي من باب رد الجميل للقائد الشهيد، معمر القذافي، في مواقفه مع سوريا، والمقاومة بشكل عام، وعدم ربط الحادثة بحادثة خطف الإمام المغيب قدس الله سره المشتبه بها بليبيا، على حد قوله.
وأضاف رستم: “الموضوع خارج نطاق الكيدية، وأعتقد أن الإخوة بحزب الله سيتحركون لفك أسر هذا الرجل المظلوم، وذلك بوساطة مع حركة أمل وبضغط على الحريري، الذي يريد أن يصور الأمر، وكأنه بمباركة الأحزاب المقاومة بلبنان”.
وتابع رستم: “يجب الإفراج الفوري عن نجل القائد الشهيد، معمر القذافي، ويجب تعويضه عن الضرر النفسي والمعنوي والجسدي، وبأسرع وقت، ولنا رجاء أمل كبير، بسماحة السيد المقاوم، حسن نصر الله، بالتدخل للإفراج عن نجل الشهيد القذافي، فكل الأحرار بالعالم العربي والإسلامي وأحرار العالم مع إطلاق سراح هذا الرجل، فالرحمة لروح البطل معمر القذافي، الذي سجن ولده بلبنان ظلمًا، وبحق الإنسانية والعروبة والقيم الحضارية والإنسانية، فإن الاعتقال السياسي مرفوض تحت ذرائع واهية لا قيمة ولا أساس لها”.
من جهته تساءل الكاتب الفلسطيني، وعضو اتحاد الكتاب والأدباء العرب، عبد الخالق الفرا، عن العدل، والإنسانية والعروبة والقيم والإنصاف في قضية الكابتن هانيبال القذافي، قائلاً: “الحرية لهانيبال، الذي لم يرتكب جرمًا، الحرية حق مكفول لبني البشر، لماذا هذا الظلم؟، دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة”.
وطالب عضو المنظمة الدولية لحماية حقوق الانسان في أوكرانيا والعراق، وليد الشوربجي، بالإفراج عن الكابتن، هانيبال القذافي، قائلاً: “نقولها بصوت عالٍ.. فليسمع العالم، نطالب بالإفراج عن هانيبال معمر القذافي من السجون اللبنانية.. وكفى ظلمًا وطغيانًا بالعباد”.
وقالت الحقوقية السورية، ورئيسة المنظمة العالمية للإبداع من أجل السلام بحمص، الدكتورة هيفاء عمران حسن، تعليقًا على اختطاف الكابتن هانيبال القذافي: “لا يستطيعون أن يمنحوا الحرية لأحد، فهم أدوات تنفذ ما يُطلب منها حتى دون وجه حق، الحرية لكل مظلوم”.
ومن جانبها، قالت الكاتبة الجزائرية، جميلة بن حميدة، إنه من الجانب القانوني أو العرفي أو الإنساني، لا يحق لأي شخص كان مهما كانت رتبته بالحكم، أن يحكم على قاصر، ويطبق عليه الأحكام القانونية الوطنية أو الدولية ويسلب حقوقه في العيش والتمتع بطفولته.
وأضافت: “لذلك نحن كممثلين للسلام العالمي نندد وبشدة بهذه الجريمة، ونطالب كل مناضل بمنظمة حقوق الإنسان، الدفاع عن طفل لا ذنب له، سوى أنه ابن معمر القذافي، ذنبه فقط في اسمه الذي لا سلطة له عليه، وندعو السلطات اللبنانية، للإفراج عن هانيبال معمر القذافي، ففي تطبيق القصاص يكون المذنب، وليس القريب، أو ابن المذنب، فكل شخص مسؤول عن أفعاله وليس عن أفعال غيره، ونتمنى السلام والأمن للطفولة المسلوبة والمغتصبة”.
وأعرب الفنان المصري، أحمد يونس، عضو الأكاديمية العالمية للسلام، عن أسفه لاختطاف الكابتن هانيبال القذافي، قائلاً: “نشعر بالأسى والحزن ولا نستشعر الحرية، وليس من مبادئ من ينادي بالتعايش السلمي بين شعوب العالم كله، إن يرى ظلم واضح وعقوبة من غير اتهام حقيقي، ولا يطالب برفع هذا الظلم وإلغاء العقوبة بل والمطالبة برد شرف، وإعلانه دوليًا ورسميًا، وتعويض مادي ومعنوي، لما أصابه من أضرار نفسيه وصحية وبدنيه وثقافية وتعليمية”.
وأضاف: “نطالب بالإفراج الفوري، ووضع كافة التسهيلات للعودة إلى وطنه، لأننا نبرأ بالقضاء اللبناني، من أن يكون هناك مظلوم تحت مظلته العادلة، الإفراج الفوري غير المشروط لهانيبال معمر القذافي، ونأمل من هيئة الأمم المتحدة، العمل على سرعة الاستجابة لهذا المطلب”.