رأى رئيس حزب التغيير والمبعوث الشخصي لرئيس المجلس الرئاسي المنصب من المجتمع الدولي، جمعة القماطي، أن بيان خليفة حفتر، أمس الأربعاء، القابل للحوار، تأكيد على هزيمته العسكرية.
“القماطي” ذكر في تغريدة له، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، رصدتها “أوج”، أن بيان خليفة حفتر، أمس، القابل بالحوار، إقرار ضمني بهزيمته العسكرية التي ستتأكد قريبًا.
وتابع أن كلمة السراج في أهم منبر دولي، “الأمم المتحدة”، هي الرد القاطع بأنه لا حوار مع حفتر، مؤكدًا أن كلمة السراج كانت “ضربة معلم” استطاعت أن توحد كل الأطراف الرافضة لحفتر خلف حكومة الوفاق المدعومة دوليًا.
وقال الناطق الرسمي باسم قوات الكرامة، أحمد المسماري، أمس الأربعاء، “إن القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، ترحب بالاجتماع الوزاري حول ليبيا الذي سيعقد اليوم الخميس، على هامش اجتماع الجمعية العمومية بالأمم المتحدة، والذي تترأسه فرنسا وإيطاليا، متمنية أن يكون الاجتماع إيجابيًا، ويخدم مصالح الشعب الليبي في تحقيق ما يصبو إليه من أمن واستقرار يدفع عجلة التنمية والبناء الوطني إلى الأمام”.
وأضاف المسماري، في بيان لقيادة قوات الكرامة بشأن الاجتماع الوزاري الذي سيعقد اليوم الخميس، على هامش اجتماع الجمعية العمومية بالأمم المتحدة، طالعته “أوج”: “بهذه المناسبة فإننا نذكر بأننا كنا دائمًا دعاة للسلام، وسعينا جاهدين من خلال المفاوضات التي انخرطنا فيها طيلة السنوات الماضية للوصول إلى حلول مقبولة لتحقيق مطالب الشعب الليبي في التنمية، وحقه في عملية سياسية ديمقراطية حرة ونزيهة وآمنة”.
وتابع: “إن العملية الديمقراطية التي ينشدها الشعب الليبي، كانت ولا زالت تصطدم دائمًا بمعارضة المجموعات الإرهابية والميليشيات الإجرامية المسلحة التي تسيطر على القرار السياسي والأمني والاقتصادي، بالعاصمة طرابلس، وتجعل من إجراء انتخابات أمرًا مستحيلاً قبل القضاء عليها وتفكيكها وجمع السلاح”.
وواصل: “ولقد طالبنا بشكل دائم ومتكرر في عدة اجتماعات ومؤتمرات دولية بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وتعاطينا بإيجابية مع كل المبادرات التي تمكننا من تحقيق ذلك، بدءًا من أبو ظبي الأول إلى باريس 11 سان كلو، ثم إلى باريس الثاني، إلى باليرمو، ثم أبو ظبي الثاني”.
واستكمل: “في نهاية المطاف، لابد من الحوار والجلوس ولابد للعملية السياسية أن تكون لها مكانتها ولابد من الحوار الوطني الشامل الذي يحافظ على الوحدة الوطنية والتراب الليبي”.
وأردف: “الحوار الضامن لوحدة البلاد وتوحيد مؤسساتها، والذي أكدنا ولا زلنا نؤكد أنه لا مجال أمامه طالما بقيت المجموعات الإرهابية والميليشيات الإجرامية المسلحة تسيطر على مقاليد ونواحي الحياة في طرابلس”، مختتمًا “نتمنى التوفيق للاجتماع الوزاري وأن ينتهي بمقترحات تخدم مصالح ليبيا، وتكون باتجاه تحقيق الأمن والاستقرار”.
ومن ناحية أخرى، اتهم رئيس المجلس الرئاسي المنصب من المجتمع الدولي، فائز السراج، مصر والإمارات وفرنسا، بالتدخل في شؤون ليبيا ودعم خليفة حفتر.
وقال السراج، إن ما شجع “مجرم الحرب على العدوان على العاصمة طرابلس”، هو ما تحصل عليه من دعم عسكري ومالي من بعض الدول على مدى سنوات، في انتهاك صارخ لقرار مجلس الامن الدولي بحظر التسلح.
وأعرب السراج، خلال كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، تابعتها “أوج”، عن أسفه إزاء تدخل دولة الإمارات، المباشر في شؤون ليبيا ودعم العدوان، عندما سمحت بأن تكون أراضيها منصة إعلامية للمعتدي وقياداته، ليشن منها خطاب الكراهية والتحريض على سفك دماء الليبيين.
واستكمل متهما الدول بدعم حفتر، مبرزا العثور على صواريخ جافلين، التابعة لفرنسا بعد استعادة مدينة غريان مركز قيادة عمليات الكرامة.
وأوضح أن جمهورية مصر العربية، “تصر” على التدخل في شؤون البلاد وتعطي الليبيين دروسا في أسس الديمقراطية والدولة المدنية والاقتصاد وكيفية توزيع الثروات، مستنكرا هذه التصرفات، الداعمة لمجرم الحرب، والمساندة للمنقلبين على الحكومة الشرعية، والذي يعتبر خرقا صارخا لقرارات مجلس الأمن بالخصوص، على حد تعبيره.
وشدد على الاستمرار في ما أسماه “ردع المعتدي ودحره”، مهما كان حجم الدعم المقدم له، ونحمل من يسانده المسؤولية الأخلاقية والقانونية لذلك.
وحمل رئيس المجلس الرئاسي، حفتر مسؤولية اختفاء النائبة سهام سرقيوة، معتبرا أنه تغييبا قسريا، معددا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي تحدث في المناطق التي يسيطر عليها حفتر، وتشمل القتل خارج نطاق القانون، ومصادرة الرأي الآخر، والقضاء على المعارضة السياسية.
واستفاض في ذكر خسائر الحرب في طرابلس وما حولها في الرابع من الطير/ أبريل الماضي، فقال إن الخسائر لا تعوض في أرواح الشباب الليبي، تقدر بنحو ثلاثة آلاف حتى الآن، فضلا عن عمليات نزوح واسعة لمئات الآلاف من مناطق القتال، كما ارتكبت القوات المعتدية العديد من الانتهاكات الموثقة، والتي تعتبر وفقا للقانون الدولي جرائم حرب، مثلما حدث في طرابلس وضواحيها وفي مدينة مرزق، من قصف عشوائي للأحياء السكنية واستهداف المطارات المدنية، وقصف المستشفيات والأطقم الطبية وسيارات الإسعاف، والبنية التحتية، وتجنيد الأطفال.
وجدد طلبه بوضع خليفة حفتر على قائمة العقوبات الدولية، ومحاسبة داعميه وملاحقتهم قانونياً لما ساهموا فيه من قتل ودمار، كما طالب الأمم المتحدة بضرورة الإسراع في إرسال بعثة أممية لتقصي الحقائق لتوثيق هذه الانتهاكات الجسيمة، داعيا المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية أن تسرع في تحقيقاتها بالخصوص.