محلي

متخوفًا من إعادة ليبيا إلى مرحلة الوصاية.. الأمين: سلامة يشرعن الاحتراب على السلطة ويجيز اشتعال الحرب الأهلية

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏

أوج – مالطا
قال وزير الثقافة والمجتمع المدني بحكومة علي زيدان السابقة، الحبيب الأمين، إن المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، يحتاج إلى كتالوج أو قاموس، حتى يستطيع الجميع تفسير استخدامه للمصطلحات.
وتساءل الأمين، في لقاء له عبر تغطية خاصة، بفضائية “ليبيا الأحرار”، تابعته “أوج”، عن أسباب عدم توضيح سلامة لإحاطته بشكل شفاف وصريح، مؤكدًا أن الشعب الليبي يدرك أن المبعوثين مجرد ناقلين في الساحات التي يوفدون إليها، وكُتاب تقارير، ولكن الأخطر أن كل مبعوثي الأمم المتحدة عبر التاريخ يُعتبرون “مراجع”، إذ أن مجلس الأمن يتوكأ ويستند على ما يرد في تقاريرهم، مُبينًا أنه إذا ما كان المبعوث “صاحب هوى”، سوف يقدم أرضية صلبة لتبني قرارات الدول المتحالفة في مجلس الأمن.
وأضاف أن المبعوث الأممي، قد يقدم قراءة سلبية تزيد من حالة “العطال” التي يعيشها مجلس الأمن والتي تمنعه من استصدار موقف موحد تجاه الحرب الليبية، مشيرًا إلى أن سلامة يحاول إرباك المشاهد والمستمع، والقارئ له، ويخلط بين شيئين، هما أن ليبيا لديها أزمة سياسية منذ 2011م، وإشكالية حول الحكومة، وبين أزمة سياسية قبيل الصخيرات، والتي تم حلها بالاتفاق السياسي بإنتاج حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، التي هي منتج وليس صانع اتفاق، وعليه فإن ما تعيشه ليبيا اليوم هو حالة حرب.
وتابع الأمين، أنه على الجميع الحديث عن من قام بالحرب ومن يدافع، لاسيما أن غسان سلامة منذ بداية هذه الحرب لم يكن جريئًا في توصيف الأطراف، وأن هناك محاولة دائمة منه لتوصيف حكومة الوفاق، بكونها طرف وهذا موجود في مراجعات وزير خارجية الوفاق نفسه، إذا أنه عرف الوفاق على أنها طرف.
وتساءل: “ماذا يفعل غسان سلامة، إذا كانت الدول الكبرى لا تنتظر إحاطته؟، هل تعطي لهم مرجعية لقرارات تجامل بها دول بعينها مثل فرنسا ومصر والإمارات؟”، مُشيرًا إلى أن هذا يتضح في قضية الأسلحة التي ترد إلى حفتر، وأن الإثبات على وجودها ليس فقط في تقارير لجنة العقوبات بمجلس الأمن، وإنما منتشر في الـ”فيسبوك”، كما أن رجال حفتر يعترفون بأن الإمارات ترسل إليهم الأسلحة، وكذلك مصر.
وأضاف الأمين، أنه يجب على حكومة الوفاق، أن تتبنى ثوابت أنصارها الذين يؤيدون الحرية والديمقراطية و17 فبراير، وعليها أن تُلزم غسان سلامة بشرعيتها التي اعترفت بها الأمم المتحدة، وبحقها في إعمال القانون على إقليمها الجغرافي وفقًا للقوانين الدولية المخولة لذلك، مؤكدًا أنه على غسان سلامة، أن يفهم أنه لا يمكن وضع “الوفاق” على مسطرة واحدة مع خليفة حفتر، مؤكدًا أنه يشرعن الاحتراب على السلطة، ويجيز اشتعال الحرب الأهلية في ليبيا، وليس وسيطًا في ليبيا، بل يجب أن يكون موجودًا لدعم حكومة معترف بها، وليس كمراسل حربي.
واستطرد، أن غسان سلامة، أمامه سطر واحد، يمكن أن يعمل عليه، وهو انسحاب حفتر، إلى رجمته، وبعدها يعود الجميع إلى العملية السياسية، موضحًا أن الليبيون لا يريدون الحرب، لأنها جلبت التوابيت إلى بيوتهم، وإذا استمرت ستضاعف الآلام والكراهية والدمار، ولن تنتهي، ولن ينتصر فيها حفتر، لأن هناك من يرفضه هو وداعميه، وبالتالي سيقاومونه إلى الأبد.
وأكمل الأمين: “المنطقة الغربية يتربع عليها أكثر من ثلث سكان ليبيا، ومن يدافع عن حفتر بالمنطقة الغربية هم أنصار النظام السابق، والمجرمين، وليسوا من أحرار ليبيا، وهؤلاء هُزموا في معركة سابقة، وجلبوا لنا الآن حفتر، ليقول لنا أن هذا جيش وطني”، مُبديًا استغرابه من الحديث عن “جيش وطني”، تدعمه 3 دول معادية للربيع العربي، مؤكدًا أن 99% من الليبيين يريدون سلامًا، وأن من زج بالحرب هو حفتر، وليس الوفاق.
وواصل أن سلامة طرح فكرة عقد اجتماع دولي، ثم آخر محلي، وهو غير ممسك بهذا المقترح بشكل جيد، وهناك خطر في هذا الأمر، مُذكرًا بقضية الاستقلال قبل المملكة، عندم تم طرح مرحلة الوصاية الدولية، والتي كانت حقيقة صراعًا دوليًا حول الأقلمة المتواجدة في ليبيا، متخوفًا أن يعيد سلامة ليبيا إلى مرحلة ما قبل الاستقلال، وما يسمى بالوصاية التي كانت تريد أن تدخل فيها روسيا قبل الاستقلال.
وأكد الأمين في مقابلته، أنه طالما أن رئيس مجلس الأمن والأمم المتحدة، رأوا أن الحل ليبيًا، فعلى الليبيين ألا يُفرطوا أكثر من ذلك، بالذهاب إلى هذه الحيل التي تجعل الآخرين يفرضون على ليبيا، أحد الحلول بقرار دولي، قد لا يستطيع الجميع مواجهته في لحظة ما.
واختتم أنه ينبغي تحييد دول إقليمية مصر والسعودية والإمارات، من الشأن الليبي، وحذفها من الدول المعنية بليبيا، موضحًا أنه لا يجوز لدولة متدخلة في شؤون ليبيا، وأسلحتها وطائراتها متواجدة على الأراضي الليبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى