محلي

السراج عن الطيار البرتغالي: هذا الامر غير صحيح ومفبرك

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏بدلة‏‏‏

أوج – باريس
قال فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي المُنصب من المجتمع الدولي، أنه التقى بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، بقصر الإليزيه، موضحًا أن الأخير أكد دعمه لحكومة الوفاق المدعومة دوليًا.
وأضاف في لقاء له عبر فضائية “فرانس 24″، تابعته “أوج”، أنه أكد على عدة ثوابت، منها الاستمرار في صد الاعتداء والهجوم على طرابلس، بالإضافة إلى ضرورة انسحاب القوات المُعتدية من حيث أتت.
وتابع السراج، أن خليفة حفتر هو من نسف العملية السياسية، موضحًا أنه على استعداد للعودة للعملية السياسية مجددًا، حال توافر الشروط اللازمة لذلك.
ولفت إلى أن ماكرون تفهم جيدًا كل هذه الأمور، مُتابعًا: “تطرقنا في الحديث سويًا إلى العملية السياسية وأركانها وأبعادها”، مُبينًا أن هناك اختلاف في العملية السياسية، عما كانت عليه قبل العدوان على طرابلس.
وأكد رئيس المجلس الرئاسي، أنه يجب إدانة الاعتداء على طرابلس، بكل وضوح، لافتًا إلى أنه محاولة للانقلاب على الشرعية والاستيلاء على السُلطة، وأن الرئيس الفرنسي تفهم كافة هذه الأمور، بكل موضوعية.
وأشار إلى وجود علاقة بين بعض الدول وخليفة حفتر، على مدار السنوات الماضية، لافتًا إلى أن هذه الأمور لا تحتاج إلى جهد كبير لتمييزها، مستدركًا: “نتوقع من فرنسا أن تأخذ موقف أكثر وضوحًا في ليبيا في الفترة القادمة، وتسمي الأشياء بمسمياتها”.
وأوضح السراج، أنه طيلة الـ 3 سنوات الماضية، كان هناك تواصل وجولات مع خليفة حفتر، إلا أنه كان يستعد لهذا الهجوم، قائلاً: “كُنا على مقربة من الحل السياسي، وكنا ننتظر الملتقى الوطني الجامع، واستمرار تفاهمات أبو ظبي”، لافتًا إلى أن الهجوم على طرابلس نسف كل جهود الحلول السياسية في الوقت الحالي.
وواصل أن لقاء أبو ظبي، بحضور غسان سلامة، المبعوث الأممي إلى ليبيا، كانت به بعض التفاهمات، مُتابعًا أنه تم الحديث عن عقد انتخابات، وإيقاف الخطاب التحريضي، وعدم التصعيد العسكري، مُبينًا أنه هنا توجد المفارقة الأكبر.
وأكمل السراج، أنه التقى بخليفة حفتر أواخر شهر الربيع/مارس الماضي، موضحًا أنه كانت هناك نية لعقد جولة أخرى، للحديث عن حكومة وحدة وطنية، لإدارة هذه المرحلة الانتقالية، قائلاً: “لكن ما فعله كشف أنه كان يستعد مسبقًا للعدوان على طرابلس، وما حدث كان طعنة في الظهر، وهو من خلف هذه الوعود”.
واستطرد أنه كان هناك اتفاق على عدم التصعيد العسكري، وإيقاف الخطاب التحريضي، مؤكدًا أنه أخبر حفتر، بأن الدخول إلى طرابلس لن يكون نزهة، لافتًا إلى أن الأطراف المتواجدة على الأرض ستتحد لصد أي اعتداء على طرابلس، مُتابعًا: “حفتر لم يستوعب هذه الإجابة، وأبى إلا أن يتلق الإجابة عند وصوله إلى طرابلس، وها هو يتلقاها الآن”.
وبسؤاله عن أسباب التصعيد العسكري من جانب خليفة حفتر، قال: “حفتر أثبت أنه لم يكن جادًا طوال الفترة الماضية للمسار السياسي، وكان يُعد العُدة للانقلاب على الشرعية” – حسب رأيه.
وتابع أنه وصف حفتر بـ “مجرم الحرب”، موضحًا أن من يقصف شعبه بالطائرات، ويقصف الأحياء المدنية، ويُنكل بالجثث، ويجند الأطفال ويقصف المرافق المدنية، وسيارات الإسعاف، ومخازن الكتب الخاصة بالتعليم، بماذا يتم توصيفه؟.
وأكد السراج أن العملية السياسية قبل 4 الطير/أبريل، ستكون مختلفة تمامًا عن العملية السياسية بعد ذلك التوقيت، موضحًا أنه يجب الإعداد لها بشكل جيد، إذا أراد المجتمع الدولي، الأمن والاستقرار في ليبيا.
وبيًّن أنه خلال لقائه بالرئيس الفرنسي، كشف أنه يجب وجود نخبة سياسية فاعلة، من المفكرين والأساتذة الجامعيين، على أن يتصدروا الواجهة السياسية، للمنطقة الشرقية، مُبينًا أن خليفة حفتر هو من يتصدر المنطقة الشرقية.
وأشار السراج إلى أن التصدي لهذا الاعتداء، ليس بين المنطقة الشرقية والغربية، مًتابعًا أنه بين من يدافع عن الدولة المدنية، وبين من يدعو للحكم العسكري، وأن الشعب الليبي هو من يحدد مصيره، موضحًا أن العملية السياسية مستمرة، حتى لو اختفى بعض الأشخاص.
وأردف أن إصرار خليفة حفتر على القتال في شهر رمضان، يؤكد أن مخططاته واضحة، وهي الاستيلاء على السُلطة والانقلاب على الشرعية، وأنه لا يأبه بشهر رمضان، ولا أي أشهر أخرى، مُتابعًا: “حفتر هدفه واضح ويريد الوصول إليه، ويجد المبررات أمام الأطراف الأخرى، بدعوى الحرب على الإرهاب والقضاء على الميليشيات”.
وأكد السراج، أنه لا أحد يزايد على حكومة الوفاق في محاربة الإرهاب، مُبينًا أن قوات الوفاق خاضت هذه الحرب، عندما كان يسيطر تنظيم داعش على مدينة سرت، وتم تحريرها، وسقط نحو 763 شهيدًا، بالإضافة إلى الآلاف من الجرحى والمبتورين، قائلاً: “كانت قصة نجاح، أبطالها القوات المتواجدة على الأرض، ولا زلنا نحارب الإرهاب في كل مناطق ليبيا، وهناك دول صديقة تساعدنا في حربنا على الإرهاب”.
وروى أنه فيما يخص ادعاء البعض بوجود ميليشيات، فإن حكومة الوفاق دخلت ليبيا، وكان هناك أكثر من 150 تشكيل مسلح في طرابلس، قائلاً: “تم استيعاب أغلبها، واليوم يتواجد نحو 4 أو 5 تشكيلات فقط”، مُبينًا أنه تم استيعابها داخل مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية، وهناك برنامج ترتيبات أمنية تم بالتنسيق مع الأمم المتحدة، مؤكدً أن الوضع الأمني في طرابلس يسير بشكل جيد، لافتًا إلى أن هذا بشهادة أكثر من 44 دولة أجنبية عادت بعتاتها إلى ليبيا.
وأكمل السراج أن هناك إصلاحات اقتصادية بدأت تؤتي ثمارها، ويشعر المواطن بنتائجها، مشيرًا إلى أن هناك خطوات إيجابية تم إنجازها خلال الفترة الماضية.
وواصل السراج في لقائه، أنه لا يعنيه ما يقوله خليفة حفتر، موضحًا أن ما يُعنيه هو المواطن الليبي، وحل المشاكل الخدمية التي يُعاني منها، مُتسائلاً: “هل خليفة حفتر بهذا الهجوم، أنهى على مشاكل الليبيين؟، وهل قدم الخدمات اللازمة في مدينة بنغازي؟، وهل قدم الخدمات التي وعد بها أبناء الجنوب الليبي قبل أن يخلق فتنة بين القبائل ومكونات الجنوب؟، هل هذه الوعود التي يتبجح بها خليفة حفتر هي ما سيقدمها عند حُلمه بالدخول إلى طرابلس؟”، مؤكدًا أن كل هذا الكلام بعيدٌ جدًا عن الحقيقة.
وعن الأوضاع الميدانية بمختلف جبهات القتال، بيًّن أن هناك أكثر من مائة ألف نازح من بيوتهم، وهناك ضحايا من المدنيين، كما تم تدمير الكثير من البيوت الآمنة، وتدمير بعض مؤسسات الدولة، ودمار البُنى التحتية من محطات كهرباء وغيرها، مُتسائلاً: “هذا من يتحمل نتيجته؟”.
وذكر أن هناك عودة لبعض الخلايا الإرهابية، لاستغلال الفراغ الأمني، بالإضافة إلى وجود مخاطر بالهجرة غير الشرعية، ومراكز إيواء المهاجرين غير الشرعيين، مؤكدًا أنه تم قصف أحد هذه المراكز ما أدى إلى وقوع إصابات بين المهاجرين غير الشرعيين.
وأوضح السراج أن هناك حالة من الالتحام بين قوات الوفاق، لمقاومة هذا الاعتداء والتصدي له، مُبينًا أن هذه القوات نجحت في العديد من المحاور في التصدي للاعتداء، وإجبار القوة المعتدية على التراجع، مُتابعًا: “لن نقف حتى ترجع هذه القوى من حيث أتت”.
وتطرق السراج إلى قضية إسقاط طائرة لحكومة الوفاق بقيادة طيار برتغالي، قائلاً: “إن تم تتبع هذه الأخبار، سنجد كل يوم نحو ألف طائرة، لأن كل يوم يتم تداول معلومات مفبركة”، موضحًا أن هذا الأمر غير صحيح.
وتساءل: “كيف تمكن خليفة حفتر من إعداد العُدة بدون تلقي دعم عسكري طيلة الثلاث سنوات الماضية؟، ومن كان يدعمه؟”، مُبينًا أنه طالب من مجلس الأمن، تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، حتى يمكن معرفة الحقائق، التي تتداولها وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن هذه الدول تتحمل مسئوليتها فيما حدث للشعب الليبي.
واختتم أنه لم يفكر في الاستقالة من منصبه، موضحًا أنه يتحمل المسئولية، وأن هناك شباب يقاتل في الجبهات، قائلاً: “نحن نقوم بدورنا في مجال آخر، ونكمل بعضنا، فلا يجب التخلي عن الوطن في هذه المحنة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى