أوج – باريس
قال وزير الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة المؤقتة، عبد الهادي الحويج، أن الهدف من زيارته إلى العاصمة الفرنسية باريس، هو إيضاح حقيقة المعركة في طرابلس.
قال وزير الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة المؤقتة، عبد الهادي الحويج، أن الهدف من زيارته إلى العاصمة الفرنسية باريس، هو إيضاح حقيقة المعركة في طرابلس.
وأضاف في لقاء له عبر فضائية “فرانس 24″، تابعته “أوج”، أن الهدف من معركة طرابلس، هو تحريرها من مغتصبيها، ومن السجن الذي تعُانيه، ومن الأصفاد والميليشيات وفوضى السلاح، مستدركًا: “الهدف من هذه المعركة هو إعادة الدولة من الفوضى العارمة التي شهدتها البلاد من انقسام لمدة ثمانية سنوات”.
ولفت الحويج، إلى ضرورة إعادة الدولة وضبط الحدود، وإعادة الأمن والاستقرار، وإيقاف نزيف الهجرة والاتجار بالبشر، وإيقاف المقاتلين الأجانب والإرهابيين والمطلوبين المحليين والدوليين، وإقامة دولة ديمقراطية.
وتابع أن هذه الزيارة مقصودة مع الجولة الخارجية لفائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي المُنصب من المجتمع الدولي، من أجل إيضاح هذه الصورة، وتوضيح حقيقة معركة طرابلس، مُبينًا أن المعركة ليست بين جيشين، وليست بين حكومتين بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، قائلاً: “المعركة بين الشعب الليبي والإرهابيين القتلة”.
وأكد الحويج، أن حكومة طرابلس ليست حكومة وفاق، موضحًا أنها تعمل في طرابلس وضواحيها فقط، مُتابعًا أن كلمة قصر الإليزيه عن لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بفائز السراج، مختلفة عن بيان المجلس الرئاسي، قائلاً: “قصر الإليزيه أوضح أنه مع حوار وطني شامل، وأنه مع صناعة السلام في ليبيا، وتقديم تنازلات مؤلمة، لكن كل ذلك يأتي بعد معركة تحرير طرابلس”.
وبيًّن أنه لا يمكن أن يتحاور مع الإرهابيين والقتلة، ولا أن يصل لحلول في ظل فوضى السلاح، مُتابعًا: “نفترض أننا اتفقنا، كيف نُنزل هذا الاتفاق في ظل تواجد الميليشيات”، مُستدركًا أن فائز السراج وهو عائد من اتفاق أبو ظبي، تم إطلاق النيران عليه أثناء هبوطه بمطار معيتيقة.
وواصل الحويج أنه لا يمكن الحديث عن دولة ديمقراطية، ولا عن اتفاق أو حل سياسي، أو حكومة مستقبلية، أو دولة بها نظام وتبسط سيادتها في ظل وجود فوضى السلاح، مؤكدًا أنه لا يوجد حل عسكري في ليبيا، قائلاً: “لن نفرض على الليبيين إرادتنا، ولن تكون هناك حكومة عسكرية، ولن يكون هناك حل عسكري”.
واستطرد أن الحل يصنعه الشعب الليبي، مُبينًا أنه سوف يتم الاحتكام لأول مرة لصندوق الانتخابات، بدلاً من صندوق الذخيرة، قائلاً: “سوف يودع الليبيون صندوق الذخيرة والآلم والحزن”، مؤكدًا أنهم ضاقوا ذرعًا بما يحدث بعد 8 سنوات عجاف، وضاقوا ذرعًا بالطوابير الطويلة، وحالات الاغتصاب والاختطاف.
وأكمل الحويج، أن الحجر والشجر لم يسلموا من هؤلاء، مُتابعًا أن الشباب الذين خرجوا من السجون قُطعت أوصالهم وتم رميهم في الشوارع، مُبينًا أن الليبيون خرجوا في مظاهرات سلمية بغرغور، ذبُحوا بدم بارد دون أن يتحدث أحد، قائلاً: “هناك من دمر المطار والطائرات، وخزانات النفط التي تُغذي المستشفيات والمساجد والمدارس”، موضحًا أن هؤلا هم قوات السراج.
وأشار إلى أنه كان يوجد أكثر من 2 مليون ليبي مهجرين خارج البلاد، قبل تواجد قوات الكرامة والحكومة المؤقتة ومجلس النواب المنعقد في طبرق، متسائلاً: “لماذا لم يتحدث العالم عن هؤلاء؟”، موضحًا أنه كان هناك أكثر من 20 ألف سجين سياسي، بالإضافة إلى عمليات القتل بالجملة في الجنوب الليبي وباقي المدن، قائلاً: “كل بيت ليبي اليوم أصبح مصدر للوجع ولديه قصة حزينة من جراء ما حصل”، مُستدركًا أن المُهجرين الذين يتحدث عنهم فائز السراج هم أكثر من 2 مليون منذ عام 2014.
وأكمل الحويج أنه بعد 2014م، وفي ظل وجود قوات الكرامة والحكومة المؤقتة، تم استقبال أكثر من هؤلاء، خاصة في المنطقة الجنوبية والشرقية والغربية، قائلاُ: “فقط العاصمة طرابلس التي تسيطر عليها الميليشيات بقوا فيها”.
وتابع: “نحن حكومة تحترم مسئولياتها والتزاماتها، والجوانب الإنسانية تحظى بالأولوية، ولدينا المستشفيات في ترهونة وبني وليد وفي كل المدن”، لافتًا إلى أن قوات فائز السراج هي التي قصفت مستشفى سبيعة خلال النزاع الدائر حاليًا، كما تقصف المدنيين بالطائرات والمرتزقة الأجانب.
وأضاف أنه تم إجلاء 16 مواطنًا ممن يحملون الجنسية المالية، وأن الحكومة المؤقتة تحترم مسئولياتها، قائلاً: “حماية المدنيين أولوية قصوى وخط أحمر، لكافة الأطراف”، مُستدركًا أن الحكومة المؤقتة شرعيتها من الشعب الليبي، وأنها تحتكم لإدارة الشعب الليبي، ولن تفرض نفسها عليه، ولن تحكم بقوة السلاح، موضحًا أنه يوجد أكثر من 21 مليون قطعة سلاح، خارج شرعية الدولة، متسائلاً: “كيف يتم الوصول إلى دولة ديمقراطية في ظل هذه الفوضى”.
وبيًّن الحويج أن عام 2013م، أصدر المؤتمر الوطني آنذاك، القرار رقم 27 وتم نشره في الجريدة الرسمية، الذي يقول بحل الميليشيات المسلحة، وأن تكون العاصمة بعيدًا عن المجموعات المسلحة، وفي عام 2014م، صدر القرار رقم 7 الصادر عن مجلس النواب، والذي كان فائز السراج جزءً منه، يقول بشكل واضح، حل الميليشيات المسلحة الغير نظامية والغير رسمية، وفي عام 2016 باتفاق الصخيرات، يقضي البند الخاص بالترتيبات الأمنية، بأن تكون العاصمة بعيدة عن الفوضى.
وأكد وزير خارجية المؤقتة: “نحن لا نُجيش الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، ضد الليبيين، ولكن هذه وقائع وأحداث، فصلاح بادي الذي دمر المطار متواجد حاليًا، ومحمد النُص الذي اختطف السفير الأردني، وهو من الميليشيات المسلحة متواجد بالعاصمة طرابلس ويقاتل، وهناك الكثير من القوائم متواجدة ومُثبتة بالصوت والصورة”.
وأضاف أن الحكومة المؤقتة، نحن ليست دُعاة فتنة ولا دُعاة حرب أو موت أو قتال، مُبينًا أنها معركة ضرورية وحاسمة، وأن تأخير الحرب لسبب رئيسي وأساسي يجب أن يفهمه العالم، وهو أن حماية المدنين خط أحمر، قائلاً: “للأسف الميليشيات المسلحة التي لا تحترم المواثيق والقوانين، تستخدم التجمعات السُكانية كدروع بشرية، وتستخدم الأجانب وفقًا للتقارير الدولية، ولهذا تتأخر القوات وتتراجع خارج العاصمة قليلاً لتستدرج المجموعات المسلحة ويتم التعامل معها”.
واستعرض الحويج، تقرير مجلس الأمن، مُبينًا أنه تطرق إلى الإرهابيين الأجانب، الذين جاءوا من داعش وسوريا والعراق، كما استعرض قائمة بالطيارين الأجانب المرتزقة الذين دمروا الليبيين، موضحًا أن الأموال تُصرف لهم من مصرف ليبيا المركزي، وأنه يتم إنفاق أموال الليبيين لقتل الليبيين أنفسهم.
وواصل أن الحكومة المؤقتة، تحترم المواثيق الدولية، وتحترم تعهداتها، مُبينًا أن التقارير تؤكد أن تركيا ربما هي من زودت الميليشيات بالسلاح، قائلاً: “تركيا وقطر يزودوا ليبيا بصناديق الذخيرة والسلاح لقتل الليبيين، وتركيا تذهب مع الجانب الخطأ وهو الميليشات المسلحة والإرهابيين والمطلوبين من السلطات المحلية والدولية”.
ولفت إلى أن ما تريده حكومته اليوم، هو إنهاء فوضى السلاح وإعادة الدولة للتفرغ لمعركة بنائها عبر حوار وطني شامل، قائلاً: “الكثير من الدول مرت بجربتنا، وتجربة الحوار الوطني قادرة على أن نتجاوز بها الألم، ونصنع بها سلام الشُجعان”.
ورأى الحويج، أن فائز السراج مُرتهن عند الميليشيات والمجموعات المسلحة، مُبينًا أنه ليس حُرًا في اتخاذ قراراه، مُتابعًا: “عندما تتحرر العاصمة سوف يُصار إلى حوار وطني، لا يقوم على المغالبة ولا التهميش، وستكون ليبيا بكل الألوان، ولأول مرة سيشارك الليبيون في صناعة مستقبلهم دون خوف ودون اختطاف لصندوق الانتخابات”، لافتًا إلى أن الصندوق اخُتطف عام 2014م، وأنه تم تخويف الليبيين وترهيبهم وقتلهم، موضحًا أنه بعد نهاية هذه المعركة المؤقتة والحاسمة، لن يكون هناك نظام عسكري، وستكون هناك دولة مدنية، وسيصيغ الليبيون مستقبلهم لأنفسهم.
وأكمل أن معركة طرابلس تقودها قوات الكرامة ومجلس النواب، والحكومة الؤقتة، مشيرًا إلى أنه لا يجب شخصنتها في شخص خليفة حفتر فقط، مُستدركًا: “عندما تنتهي معركة تحرير طرابلس، سيتم فتح الأيادي للجميع، والترحيب بهم، في ظل حوار وطني شامل، بلا إقصاء، ومن تنطبق عليه الشروط، أهلاً به”.
واختتم الحويج حديثه بأنه على الجميع أن يتجرع السم، وأن يتسامح مثلما تجاوزت جنوب إفريقيا آلامها، ومثلما تجاوزت رواندا آلامها، ومثلما تجاوز الجزائريون في تجربة الوئام المدني، ومثلما تجاوز المغاربة تجربة الإنصاف والمصالحة، مُبينًا أن هناك خصوصية ثقافية واجتماعية وسياسية للشعب الليبي، إلا أن الليبيون سيصنعون مستقبلهم لأول مرة، وستكون ليبيا الدولة المتوسطية، وواحة للآمان والتنمية والشراكة.