أوج – روما
قال رئيس الحكومة المؤقتة عبدالله الثني أن زمن الديكتاتوريين قد ولّى، وكل من يريد أن يصبح رئيساً لليبيا سيتعين عليه أن يحظى بموافقة الليبيين عبر الإنتخابات، مشيراً إلى إنه في حال اختار الليبيون الدكتور سيف الإسلام القذافي رئيساً للبلاد من خلال صناديق الاقتراع فعلى الجميع أن يقبل بالنتيجة موضحاً بالقول “هذه هي الديمقراطية”.
قال رئيس الحكومة المؤقتة عبدالله الثني أن زمن الديكتاتوريين قد ولّى، وكل من يريد أن يصبح رئيساً لليبيا سيتعين عليه أن يحظى بموافقة الليبيين عبر الإنتخابات، مشيراً إلى إنه في حال اختار الليبيون الدكتور سيف الإسلام القذافي رئيساً للبلاد من خلال صناديق الاقتراع فعلى الجميع أن يقبل بالنتيجة موضحاً بالقول “هذه هي الديمقراطية”.
وأضاف الثني في حديث خاص لنشرة “سبيسيال ليبيا” الإيطالية، أمس الأحد، والذي طالعته وترجمته “أوج”، أن خليفة حفتر يعمل الآن على توحيد ليبيا ليتم بعد ذلك إجراء انتخابات، مضيفاً “حتى لو اختار الليبيون نجل القذافي من خلال التصويت فستكون هذه هي الديمقراطية”.
وأوضح أن علاقته جيدة مع خليفة حفتر، لافتاً إلى إنه عرف حفتر منذ سنة 1986م عندما خدم معه في الجيش الليبي، وحيث كان حفتر ضابطاً كبيراً.
واعتبر أن حكومته بذلت جهوداً كبيرة لإعادة بناء الجيش، في حين لا توجد إيرادات أخرى مخصصة لقوات الكرامة، مؤكداً أنه منذ عام 2014م، أنفقت حكومته الكثير لتأسيس جيش ودفع رواتب الجنود.
وتسائل، “إذاً لماذا تعترف الحكومة الإيطالية بحكومة غير معترف بها من قبل الناس؟ هذا يعني أن الديمقراطية في الغرب تسير وفق المزاج، وليست في الأساس الصحيح”.
وأشار الى أن هناك علاقة ممتازة مع مجلس النواب المنعقد في طبرق، لأن حكومته تحظى بثقة البرلمان، رغم أن هناك رؤى مختلفة في بعض النقاط، لأنهم الهيئة التنفيذية، ومنفصلون عن الهيئة التشريعية، معرباً عن احترامه لرئيس المجلس عقيلة صالح الذي وصفه “بالرجل الطيب صاحب الشخصية اللطيفة”.
وتابع الثني “حتى لو كان لدينا بعض الصراع مع بعض أعضاء البرلمان، وبعضهم لديه مستوى لا يمكننا التعامل معه، ولكن بشكل عام، فإن الأغلبية جيدة، وهذا أمر طبيعي في النظام الديمقراطي حيث يوجد دائمًا أعضاء في البرلمان يعارضون الأغلبية، كما إنه لا يوجد أحد يحبه الجميع، كل إنسان لديه من يدعمه ومن ينتقده”.
وحول هدنة محتملة بين قوات الكرامة وقوات حكومة الوفاق المدعومة دولياً، قال الثني، “هدنة مع من؟ مع الميليشيات؟ مع داعش؟ من عام 2011م إلى اليوم، ما يقرب من العشر سنوات، البلاد تتدهور والوضع يتدهور، تم تدمير البنية التحتية، وتوقف المشاريع، وليس هناك سيولة في المصارف وخطوط الكهرباء تالفة تماماً”.
وتابع “ما الذي يعجبك في طرابلس؟ وقف إطلاق النار الآن والتوصل إلى سلام ممكن، الليبيون هم الذين يموتون ونأسف، كل هذا مؤلم، وأحيانًا يجبرنا على الخضوع لعملية جراحية حتى لو كانت مؤلمة لكنها ضرورية، لا توجد حلول مع الميليشيات، وقف إطلاق النار ممكن إذا استخدموا الفطرة السليمة، وإذا ذهبوا في الاتجاه الصحيح، على سبيل المثال، السيد فايز السراج طلب من حكومة الوفاق أن يعود الجيش إلى مواقعه السابقة كشرط لوقف إطلاق النار وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا”.
وأضاف “إذا بقي الجميع في مواقعهم الحالية، فربما يكون ذلك ممكنًا، لكن يجب على الميليشيات تسليم أسلحتها إلى الجيش، هل تعتقد الشركة الإيطالية في مليته أنه من الأفضل أن تبقى الميليشيات؟ أعتقد أنه سيكون من الأفضل للجميع أن تغادر الميليشيات”.
وبيّن الثني أن العلاقة بين ليبيا وإيطاليا هي علاقة تاريخية، والاهتمام الرئيسي لإيطاليا هو استمرار تصدير النفط والغاز، ولكن يجب أن تدار هذه الأنشطة من قبل حكومة موحدة، موضحاً إنه في حال بقيت الميليشيات في طرابلس، بدون حكومة موحدة، فإن الخطر الأكبر سيكون على إيطاليا، مشدداً على ضرورة أن تعمل إيطاليا على جعل ليبيا أكثر أمانًا واستقرارًا من خلال القانون.
وحول دعم المجتمع الدولي لحكومة الوفاق، أوضح الثني أن حكومة الوفاق لم يتم انتخابها من قبل الشعب الليبي، بل فرضها بيرناردينو ليون لمصلحته الشخصية، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي والدول الأجنبية مهتمون فقط بما يتعلق بمصالحهم الخاصة، وسوف يجبرون أي شخص على مساعدتهم في الحصول عليها، مؤكداً أن العالم لا يقبل أي شخص يعمل من أجل كرامته ومن أجل كرامة ليبيا.
وحول ما كشفه عضو في المجلس الإستشاري على أن السراج يستخدم الأموال الليبية لتمويل الميليشيات والإرهابيين والمجرمين والمرتزقة، قال الثني “لأنه يريد البقاء وسيفعل أي شيء للبقاء، إذا لم يدفع السراج للميليشيات فلن يكون حتى في طرابلس لمدة 24 ساعة، هذه هي الحقيقة التي يعرفها الجميع، يجب أن تفهم أننا لسنا ضد شخصية السراج، ولقد توصلنا مؤخراً إلى اتفاق في أبو ظبي، ينص على أن يدخل الجيش بسلام إلى طرابلس وعلى تشكيل سلطة تنفيذية جديدة حتى التحضير للانتخابات وبداية ليبيا جديدة، وعندما عاد السراج إلى طرابلس اخل بالاتفاقية”.
وتابع “كان ينبغي أن يكون هناك اجتماعان، الأول كان تشاوريًا وتم التوصل إلى اتفاق شفهي، وكان يجب أن يعود الجميع لمناقشة الأمر مع فريقهم، وعندما عاد السراج إلى طرابلس، قالت الميليشيات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، لا”.
وأوضح إنه وفقاً للقانون الليبي تعود إيرادات النفط إلى المصرف المركزي الليبي، مشيراً إلى أن حكومته تدير 80٪ من البلاد بين الشرق والجنوب والتي لم تتحصل على أي ميزانية من مبيعات النفط منذ عام 2014م، لافتاً إلى أن طوال الأعوام التي تلت 2014م اقترضت حكومته من المصارف التجارية، باستثناء المبالغ الصغيرة الواردة من طرابلس مقابل رواتب الإدارة المركزية.
وأضاف “نتحدث عن 177 مليون دينار ليبي للحرس البلدي، السجل المدني والسلطة غير الشرعية المناهضة للهجرة، تسيطر طرابلس على جميع العائدات، وليس فقط على العائدات النفطية، في حين أننا مضطرون لتقديم قروض مع المصارف لدفع رواتب المعلمين، وفوائد البنوك تبلغ 3 ٪”.
وأكمل “في المجموع، خصصنا مائتي مليون دولار تم استخدام المئات الأولى لصيانة البنية التحتية والطرق في جنوب ليبيا، ورفعنا مستوى الخدمات في المستشفيات والعيادات، وطلبنا توريد المعدات الطبية، لقد حللنا مشكلة إمدادات المياه عن طريق شراء المضخات وأنظمة الترشيح للمنطقة الجنوبية بأكملها، وأرسلنا سيارات الإسعاف، وكذلك تعزيز أجهزة الأمن المركزية والشرطة وتدريب قوات خاصة جديدة للسيطرة على الصحراء والمدن الجنوبية، والتي كانت مزودة 100 سيارة، كما تم منح 25 مليون دينار ليبي لهذه الأجهزة الأمنية، وسيتم استخدام الدفعة الثانية البالغة 100 مليون دولار لبناء مستشفى مركزي متخصص ومجهز في وسط المنطقة الجنوبية تمنهنت، وحيث لم يكن هناك مستشفى مركزي في الجنوب منذ 40 عامًا، ويُجبر جميع السكان على السفر إلى شمال البلاد للوصول إلى العلاجات الطبية التي يحتاجون إليها، خاصة يوجد هنا مزيد من الأمن وقبل كل شيء لوجود المطار الذي سيسهل الوصول إليه”.
وأوضح أن الميليشيات المسلحة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين تعمل منذ فترة طويلة لتدمير الجيش، حيث كان القرار الأول لأسامة الجويلي، عندما كان وزيراً للدفاع ، ويوسف المنقوش، رئيس الأركان، والذي حل اللواء 32 معزز وجميع الأجهزة الأمنية، نفس ما حدث في العراق عام 2003م، وفي النهاية قاموا بإزالة الكتيبة الرابعة، وخلقوا كيانات مسلحة موازية.
وأضاف أن “علي العيساوي وزير الاقتصاد في حكومة الوفاق كان المشتبه به الرئيسي في مقتل عبد الفتاح يونس الذي اغتيل في 28 الفاتح/سبتمبر 2011م، هذه الحقائق كانت متعمدة من البداية للقضاء على الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية لرمي البلاد في الفوضى والسيطرة عليها”.
وأشار الى أن الهدف الرئيسي لحكومة الوفاق ليس الوصول إلى السلطة بل الوصول إلى هيئة جديدة منتخبة شرعيا، مضيفاً “كان علينا إنهاء الحرب في بنغازي ثم في درنة، للمساعدة في تحقيق استقرار المدن وفي جميع أنحاء المنطقة الشرقية، نحن نركز على صيانة المدارس وبناءها وتحسين النظام الصحي وتحسين الخدمات العيادات والمستشفيات، على سبيل المثال، في بنغازي فقدنا 1300 سرير بسبب الحرب والدمار الذي سببه الإرهاب، وقمنا بإصلاح نظام المياه والصرف الصحي، وعملنا على إصلاح شبكات الكهرباء المدمرة في بنغازي ودرنة”.
وواصل “لا نزال نشارك في استيراد المواد الغذائية، بالنظر إلى أن طرابلس لا تفعل ذلك، نستمر في استيراد المواد الغذائية من الخارج، والذي يتم تسليمه إلى الشرق والجنوب من قبل المنظمات التي تشتريه بتكلفة مخفضة بنسبة 60 ٪، نحن الآن في شهر الماء/مايو، اليوم العشرين من شهر رمضان، سيتم دفع جميع الرواتب للموظفين في حين أن حكومة طرابلس لم تدفع سوى رواتب شهري أي النار/يناير والنوار/فبراير، في حين إنها من يدير إيرادات قطاع النفط، ولكنها منحت 2 مليار و 400 مليون إلى الميليشيات المسلحة وهناك صور على الشبكات الاجتماعية للميليشيات التي تشترك في بأموال الشعب الليبي”.
وأكد الثني على أن الهجرة غير الشرعية لا تأتي من المنطقة الشرقية، متابعاً “اليوم سنتناول وجبة الإفطار في مركز المهاجرين وسنرى ظروفهم، يمكنك زيارة السجون ونحن ملتزمون جديا بمراجعة قانون الهجرة غير الشرعية، لقد بدأنا دراسة هذا القانون وسنعاقب مديري هذا العمل بشدة، يجب أن يعاقب المتورطون في الاتجار بالبشر”.
وشدد الثني على ضرورة أن تدعم إيطاليا الحكومة التي يمكنها حل هذه مشكلة الهجرة، موضحاً أنه إذا لم تعمل إيطاليا للسيطرة على السواحل الليبية ووقف المغادرين، كان بإمكانها والاتحاد الأوروبي تمويل مشاريع وخلق فرص عمل في بلدان المنشأ.
وأوضح “هؤلاء الناس يأتون إلى هنا للبحث عن عمل، ينبغي لجميع الدول الأوروبية الاستثمار في الدول الافريقية لتحسين الظروف المعيشية وبالتالي تحل أزمة الهجرة، والا بعد 20 أو 30 عاما لن يكون هناك مزيد من الإيطاليين في إيطاليا، لكنها ستكون بغالبية سكانية من الأفارقة، نحن على استعداد للتعاون مع إيطاليا والاتحاد الأوروبي في جميع المجالات، خاصة الآن بعد أن سيطرنا على المنطقة الجنوبية، وستكون هناك فوائد للجميع”.
وتابع “إذا كانت إيطاليا مستعدة للعمل بجدية معنا، فيمكننا إنشاء مشاريع معًا لوضع حد للهجرة غير الشرعية، وحماية الحدود باستخدام التقنيات المتقدمة، نحن على استعداد لبناء أبراج تدق ناقوس الخطر لحطة اكتشاف الممرات”، مضيفاً أن “الشعب الليبي منفتح كالشعب الإيطالي واذا كنت موجودا في طرابلس أو بنغازي ، فستشعر وكأنك في روما “.
وأكد الثني على أن قوات الكرامة تسيطر على الجنوب والشرق الليبي إلا أن المنطقة الغربية لا تزال خارج سيطرتها موضحاً أن “أوروبا تدرك أن عدد المهاجرين القادمين من جنوب ليبيا يتناقص”.
واختتم الثني بمطالبة الإعلام بنقل الحقيقة، مضيفاً أن “الشيء الأكثر أهمية هو المصداقية والأكاذيب لديها مدة محددة، وسوف تنتهي يوماً”.
وتوجه الثني إلى الاعلامية التي اجرت معه الحوار، فانيسا توناسّيني بالقول، “لديكِ الفرصة لرؤية الواقع، لمعرفة الفرق بين الشرق والغرب، يجب أن تنقلي الحقيقة للشعب الإيطالي، ستغادر حكومة بلادك يوماً ما، لكن الإيطاليين سيبقون، نحن كحكومة سنغادر يوماً ما، لكن الشعب الليبي سيبقى، الشيء الأكثر أهمية هو أن الناس يعرفون كيف هي الأمور، تغيير الرأي العام ليس بالأمر السهل، ولكن يجب عليكِ المتابعة، الصحافة مهنة إنسانية قبل كل شيء”.