محلي

كاشفًا عن انتفاضة في غريان.. باشاغا: الحرب مستمرة إلى أن يسقط مشروع حفتر الديكتاتوري


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏نظارة‏ و‏نص‏‏‏‏

أوج – طرابلس
قال وزير داخلية حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، فتحي باشاغا، إن الوضع الأمني في طرابلس، يسير وفق الخطة الأمنية الموضوعة من قبل وزارة الداخلية، موضحًا إحباط أكثر من عملية إرهابية، بالتعاون مع باقي الأجهزة الأمنية والتي من بينها جهاز المخابرات.
وأضاف في لقاء له عبر فضائية “فبراير”، تابعته “أوج”، أن هذه الأجهزة استطاعت المحافظة على الأمن، والقيام بعدة عمليات سوف يتم الإعلان عنها خلال الأيام القادمة.
وفيما يخص الوضع العسكري، قال باشاغا، إن مرحلة الدفاع عن العاصمة، كانت ناجحة جدًا، موضحًا أن قوات الكرامة لم تستطع اختراق أي من محاور للقتال، مُبينًا أن التحسن الأخير سيكتمل بداية الأسبوع القادم، وأن قوات الوفاق ستنطلق في مرحلة إبعاد قوات حفتر، من مناطق طرابلس والغرب الليبي.
وتابع، بأن بعض الدول تحاول إنقاذ ماء وجه خليفة حفتر، وذلك لوقف إطلاق النار بدون شروط، قائلاً: “نحن واضحين منذ البداية، وليس هناك وقف لإطلاق النار قبل انسحاب القوات ورجوعها إلى الأماكن التي أتت منها”.
ولفت وزير داخلية الوفاق، إلى أن خليفة حفتر قضى على العملية الديمقراطية، والمؤتمر الوطني الجامع، وتحرك مسافة 1300 كيلو متر، مُتسائلاً: “ما فائدة وقف إطلاق النار إذا كان خليفة حفتر غير مقتنع بالحوار والاتفاق السياسي، أو بأي تسوية سياسية؟”.
وواصل، بأن حكومة الوفاق كمدافعة عن طرابلس، غير مقتنعة بوقف إطلاق النار، مُبينًا أنهم مقتنعين فقط بانسحاب قوات الكرامة من حيث أتت، وأنهم سيسيرون على نهج هذا المبدأ خلال الفترة القادمة.
وأوضح باشاغا، أن هناك اتصالات بين حكومة الوفاق والجانب الأمريكي، حول عودة الفرقة الأمنية المختصة بمكافحة الإرهاب، إلى أماكنها السابقة، موضحًا أن التعاون الأمني مستمر ولم ينقطع، مُتابعًا: “قمنا بعدة عمليات مشتركة مع الجانب الأمريكي، تكللت بالنجاح، وذلك فيما يخص مكافحة الإرهاب، والتعاون الأمني مع بعض الدول”.
وأردف أن الإعلام قام بتضخيم بعض الصور، في بداية التصدي لهجوم خليفة حفتر، والدفاع عن طرابلس، موضحًا أن هناك بعض الصور والفيديوهات لأشخاص معينين تواجدوا في محيط طرابلس، استغلها الإعلام بصورة كبيرة، لافتًا إلى أن القوات التي تدافع عن طرابلس هي قوات البنيان المرصوص، والتي كانت تتكون من منطقة الغرب الليبي كاملاً بالإضافة إلى الجنوب، قائلاً: “هذه القوات هي التي قاتلت داعش، والتي ضحت بـ 736 شابًا من أجل تحرير مدينة سرت، ومن أجل ليبيا، ونيابة عن كل دول الجوار وحوض البحر الأبيض المتوسط”.
وأوضح باشاغا أن قوة البنيان المرصوص أنهت وجود تنظيم داعش في سرت، وأنها تعتبر داعش عدوها الأول، متسائلاً: “كيف تستعير هذه القوة تنظيمات إرهابية، أو تسمح بدخول قوى إرهابية في صفوفها؟”، مُبينًا أن هذا كذب وتدليس وغير موجود، موضحًا أن وسائل الإعلام استغلت بعض الفيديوهات التي خرجت، لتقول إن حكومة الوفاق “إرهابية”.
وواصل، بأن وجه نظر خليفة حفتر ومن يسانده، إذا لم تكن معهم فأنت إرهابي وإخواني، بالإضافة إلى استخدام جميع الصفات التي تستهدف شيطنة أي طرف لا يدعمهم، مُبينًا أنه تم القبض على عناصر من تنظيم داعش، بالإضافة إلى رصد تحركات من ينتمون للتنظيم الإرهابي، سواء في طرابلس أو خارجها، مُستدركًا: “سوف نقوم بإحباط أي عملية إرهابية يقومون بها”.
واستطرد، بأن هناك تعاون أمني كبير وممتاز جدًا مع الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يخص الفرقة المختصة بمكافحة الإرهاب، موضحًا أن بيئة القتال والحروب والفوضى الأمنية مناسبة لتنظيم داعش، متوقعًا تكثيف تحركاته ونشاطه، مُتابعًا: “ولكن قمنا بإعداد خطة لإحباط والقضاء على أي محاولة يقوم بها التنظيم الإرهابي”.
وبسؤاله عن الدور الفرنسي في ليبيا، قال باشاغا، إن فرنسا بدأت تُغير سياستها في الفترة الحالية، موضحًا أنه تم عقد لقاء مع الحكومة الفرنسية، في تونس، لفرض إعادة التعاون الأمني، بالإضافة إلى الحديث عن احتكار مكافحة الإرهاب لحكومة الوفاق، وأن أي تعاون أمني في ليبيا لابد أن ينطلق بموافقة وعلم حكومة الوفاق، مؤكدًا أنه لابد من التوقيع على مذكرة تفاهم أمني، حتى تتم عملية التعاون الأمني مع فرنسا.
وأضاف أن حكومة الوفاق تعمل وفقًا للإجراءات والقوانين، موضحًا أن الحكومة المؤقتة بمثابة مافيا وميليشيات لا تُعير للقانون أي اهتمام، مُبينًا أنهم قاموا بإلغاء مجالس بلدية مُنتخبة وعينوا بدلاً منها مجالس تسييرية، مؤكدًا أن من أخطأ يتم إحالته للتحقيق وفقًا للإجراءات، قائلاً: “أحلنا مدير مديرية أمن صبراتة، إلى لجنة تحقيق، وهي من تقرر إذا كان أخطأ أم لا”.
وأكد باشاغا، أن كل ضباط وأفراد ومراكز ومديريات الشرطة، تتبع حكومة الوفاق، إداريًا وماليًا وقانونيًا، موضحًا أن أي شخص يخالف حكومة الوفاق، ووزارة الداخلية، سوف يتعرض للعقوبات، مُتابعًا: “نحن نرصد أي شخص قام بمخالفة حكومة الوفاق، وتلقى أي أوامر من الحكومة الموازية الغير شرعية، وسوف يكون عُرضة للمحاسبة والقانون في وقت لاحق”.
وحول وجود قوات حكومة الوفاق في حالة دفاع دائم، أوضح باشاغا أن هذه الحرب حدثت فجأة وبغته وأنهم لم يكونوا مستعدين لها، وأنهم كانوا متعلقين بالذهاب إلى مؤتمر غدامس، فضلاً عن أن عملية التحشد العسكري أخذت وقتًا طويلاً، مشيرًا إلى أن من فوائد الدفاع القوي والمتين أنه ينهك المهاجم، قائلاً: “لدينا خطط سوف ننتقل فيها إلى مرحلة الهجوم في اللحظة التي نراها ويقدرها القادة العسكريون في الأيام المقبلة”.
وتطرق وزير داخلية الوفاق، إلى حديث البعض عن أن قوات الوفاق في حاجة إلى تنظيم أكثر، حيث أنها خليط من الجيش والشرطة والثوار المساندين، مؤكدًا أن هذا كان في بداية الأمر، حيث أن الهجوم حدث فجأة وكانت الإمكانيات قليلة، قائلاً: “أما الآن فالجبهة منظمة والاتصال ممتاز جدًا على كل الجبهات، والمحاور بها تنظيم جيد، والأمور العسكرية في أفضل أوضاعها”.
وأشار باشاغا، إلى تلقى قوات حفتر لأسلحة من بعض الدول، قائلاً: “هناك انتهاك لحظر التسلح الذي فرضه مجلس الأمن، فحفتر ومن ورائه من الدول مرصود منذ مدة طويلة، ولدينا العديد من المخططات والمراسلات واللقاءات مع لجنة العقوبات في مجلس الأمن، ونبهناهم إلى خطورة هذا الموقف”، مؤكدًا أنه ليس بالموقف الجديد على هذه الدول، وأنهم مخترقين لحظر التسلح منذ فترات، استعدادًا ليوم الاعتداء على العاصمة طرابلس، لتقويض الديمقراطية، وتهديد أمن وسلم دول الجوار، مشيرًا إلى أن مصدر تسليحه مختلف ونوعي وقوي جدًا، ولديه أسلحة فتاكة.
وأوضح باشاغا، أن هناك عدد من الاتصالات مع الدول التي تدعم حفتر، فضلاً عن اتصالات مع الأمم المتحدة ورصد لكل هذه الأسلحة وتقديمها إلى لجنة العقوبات الدولية، مؤكدًا أن من حق حكومة الوفاق المدعومة دوليًا أن تطلب التسليح في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة، لافتًا إلى أن هناك فقرة بقرار مجلس الأمن تؤكد ذلك.
وكشف وزير داخلية الوفاق، أن الجنوب أصبح مصدر خطر بعد سحب خليفة حفتر لقواته منه، مشيرًا إلى أن هذه المناطق من الصحراء ينتشر فيها تنظيم داعش، وأنها تحتاج إلى قوة أرضية ومراقبة جوية، بالإضافة إلى عمل أمني واستخباراتي وتحري، لافتًا إلى أن ما تقوم به حكومة الوفاق الآن هو التعاون مع الولايات المتحدة في المجال الأمني والتحري، مؤكدًا أن ما يمنع قوات الوفاق من المداهمة والقبض على العناصر الإرهابية هناك هو تواجد ميليشيا حفتر في مناطق الجنوب الليبي كالجفرة وبراك الشاطئ.
ولفت باشاغا، إلى أن الطيران الذي قصف قوات الوفاق ليس مجهول الهوية، قائلاً: :”إن هناك دول أمدت حفتر بطائرات مسيرة بدون طيار، فاستخدمها في قصف وقتل أبنائنا في طرابلس”.
ووجه باشاغا، كلمة إلى أهالي مدينة ترهونة، قائلاً: “إنها مدينة مظلومة لا يتحمل أهلها وزر مشاركة البعض مع حفتر، لكن من يتحمل ذلك هي تلك العصابة المجرمة التي تحكم في ترهونة منذ مدة كبيرة بحكم ديكتاتوري شرس يعتمد على الإرهاب والقتل، لكننا نحمل هذا الوزر لعائلة الكاني”، مؤكدًا أن هناك من يقاتل الآن في الجبهة مع الكانيان وقد تم دفعه لهذه الحرب بالقوة وإلا سيواجه مصير الإعدام، ومن ثم فترهونة لا تتحمل وزر هذه الحرب، على حد قوله.
وحيا باشاغا، أهالي مدينة غريان على مواقفهم وصمودهم وعدم تعاملهم مع قوات الكرامة، مشيرًا إلى أن قوات حفتر لم تجد بيئة حاضنة لهم فيها، مؤكدًا أن مدينة غريان سوف تنتفض في الأيام المقبلة، وأنه تم الاتفاق على ساعة معينة للانتفاض والتخلص من هذه القوة المسلحة، لافتًا إلى أنه يحترم أهل صبراتة، وأن حكومة الوفاق تعلم جيدًا أنهم ليسوا مع من وصفه بالمجرم حفتر، وأنهم مغلوبون أيضًا على أمرهم في بعض القوى العسكرية، مبينًا أن قوات الوفاق سوف تخلصهم من هذه العصابات في الأيام القادمة.
واختتم وزير داخلية الوفاق، بأن الحرب مستمرة إلى أن يسقط مشروع حفتر الديكتاتوري.
يذكر أن، خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ “تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، وذلك بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية قد دعا، كافة الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى