أوج – طرابلس
طالب وزير الخارجية بحكومة الوفاق المدعومة دوليًا، محمد الطاهر سيالة، مجلس الأمن الدولي بضرورة التدخل الفوري، والعاجل، لحماية المدنيين، ورد ما وصفه بالعدوان الغاشم على العاصمة طرابلس.
ووجه، وزير الخارجية، في رسالة حصلت “أوج” على نسخة منها، حديثه إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، كريستوف هيوسغن، قائلاً: “يطيب لي أن أغتنم هذه الفرصة، لأبعث إلى سعادتكم بتحياتي القلبية الخالصة، وأعبر لكم عن شكري العميق، وامتناني وتقديري لشخصكم، متمنيًا لكم النجاح في مهامكم التي توليتموها برئاستكم لمجلس الأمن الدولي، الذي لا يفوتني أن أجدد إشادتي بمواقفه الإيجابية، الداعمة لبلادي منذ عام 2011م”.
وأضاف سيالة: “في الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتحدة، وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي لإنهاء حالة الصراع والتشظي، التي تشهدها بلادي منذ سنوات، بما تقوم به من جهود مضنية عبر مبعوثيها الخاصين، وآخرهم السيد غسان سلامة، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك رغم الجهود التي تبذلها حكومة الوفاق الوطني بتمسكها بالمسار السلمي، المتمثل في خارطة الطريق التي رسمتها الأمم المتحدة، ونالت الدعم والمساندة من المجتمع الدولي”.
وتابع: “في هذا الوقت بالذات، ما زال أحد الأطراف، وتحديدًا الذي يسمي نفسه، بقائد الجيش الليبي، يتمسك بالخيار العسكري المدمر، بنية يعكسها الفعل الذي يقوم به، في عدوان سافر على عاصمة البلاد طرابلس، الأمر الذي سيترتب عليه العديد من الآثار السلبية السيئة، في مقدمتها زيادة مآسي السكان المدنيين، وتدمير البنية التحتية، وعرقلة الحل السلمي للأزمة الليبية”.
وكشف سيالة، أن من أبرز معالم هذا العدوان، إقدامه على قصف مطار معيتيقة الدولي، وسط العاصمة طرابلس، في وقت الذروة، الأمر الذي نتج عنه إرهاب المواطنين، وتضرر منشآت المطار، كما ثبت لدينا وبما لا يدعو إلى الشك أنه قد أقدم على تجنيد الأطفال، والزج بهم في معركة مدمرة، يهدف من ورائها إلى الاستحواذ على السلطة في البلاد بقوة السلاح، مستهينًا بتضحيات الشعب الليبي، الذي خرج مطالبًا ببناء الدولة المدنية والديمقراطية، قائلاً: “وهذا كما تعلمون يعد مخالفة صريحة وجريمة يعاقب عليها القانون الدولي، ووسيلة تمقتها الأعراف الدولية كافة”.
واختتم سيالة بقوله: “وإذ نضع أمامكم ما وصل إليه الموقف في بلادي، أناشد مجلسكم الموقر، ومن خلفه المجتمع الدولي، سرعة التدخل العاجل، وتحمل المسئولية التاريخية، باتخاذ التدابير الفورية، لإيقاف هذا العدوان، وردع مرتكبيه، وردهم عن غيهم، وفرض العودة للمسار السلمي، لحل الأزمة الليبية، لأنه ليس ثمة مسار غير ذلك”.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم الخميس الماضي، إطلاق عملية لـ “تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “المليشيات والجماعات المسلحة”.
وكان الأمين العام للجامعة العربية قد دعا، كافة الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق .