أوج – طرابلس
التقي رئيس مجلس الدولة الاستشاري، خالد المشري، تنسيقية الدولة المدنية بالمنطقة الغربية، والتي تشمل عدة مكونات، على رأسها؛ هيئة المصالحة الوطنية، ومؤسسات المجتمع المدني، وشيوخ المصالحة، وذلك لبحث المصالحة بين طرفى الأزمة الحالية ووقف القتال الدائر حول طرابلس.
وقال المشري، في كلمة له نشرها المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الاستشاري، تابعتها “أوج”، إن قوات الكرامة قصفت أمس، المطار القديم، أثناء إقلاع طائرة شركة الراحلة، مشيرًا إلى أن القذيفة مرت بجوارها تحديدًا، متسائلاً: “ماذا لو مات هؤلاء الـ 170 شخص؟ فأي مصالحة نتحدث بشأنها؟ وأنها بذلك ستكون مصالحة من طرف واحد”.
و تعجب المشري من الحديث عن المصالحة مع “شخص يأتيك بالبندقية، وبراجمات الصواريخ، والطيران، ويقطع آلاف الكيلو مترات، لكي يقتلك أو يحكمك بإرادته”.
وأضاف المشري، بأنه مستعد أن يتكفل بكل الدعم اللوجيستي للمصالحة، مشيرًا إلى أنه من الأولى أن يذهب هذا الجمع ليتحدث مع الأشخاص الجالسين في الرجمة بشأن هذه المصالحة، وألا يتحدثوا معه هو، موضحًا أنه على استعداد أن يتنازل عن السلطة، وأن يخرج من المشهد، وأنه لا يريد شيئًا، إلا الخروج من هذا المشهد البائس، وأنه لا يريد لليبيين إلا حياة كريمة، متسائلاً: “ماذا وجدنا في المقابل؟!.. تآمر مع الخارج، دعم غير محدود من الخارج، لغرض شق اللحمة الوطنية”.
وتابع المشري، بأن هناك أطفال مواليد 2001م و2002م، يُزج بهم في الحرب، بالإضافة لضرب الأهداف المدنية، وضرب المنازل، مؤكدًا أنه مستعد للتنازل وغلق صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة.
وقال المشري: “إنه لإتمام هذه المصالحة يجب يكون موقفكم مشرف، بأن من يريد، أن يفرض رأيه على الليبيين بالقوة فهو من يرفض المصالحة”، مشدداً على أنه يجب أن يتم التفرقة بين المصالحة والاستسلام.
وأكد المشري، أن مشروعهم ديمقراطي، وأنهم يريدون بناء الدولة، ليستفيد الليبيون من ثروات بلادهم، رافضًا مشروع العسكرة، أو أن يكون الحكم للإمارتيين، أو القطريين، أو المصريين، أو الجزائريين، وفق قوله.
وتابع المشري: “بلادنا غنية بالثروات، ولدينا نسيج اجتماعي منسجم، وليس لدينا مشاكل مع بعضنا البعض، فلماذا يأتينا بـ 200 مقاتل، نصفهم أطفال من صبراتة وصرمان، ويتأتي بهم إلى طرابلس، ثم نتحدث الآن عن المصالحة”.
وكشف المشري، أنه تلقى عشرات الشكاوى من أهالي غريان، بعدم وجود وقود، وعدم وجود كهرباء، وأن الحياة هناك بائسة، متسائلاً: من يطلق السجناء هل يريد مصالحة؟ وما هي المصالحة التي تُبني على إطلاق سراح المجرمين؟
وأشار المشري، إلي أنه كانت هناك أيام قلائل تفصل الجميع عن الملتقى الجامع، متسائلاً: لماذا لم نعطي فرصة لهذا الملتقى؟، مشيرًا إلى أن حفتر لو كان يريد الحرب، فلينتظر وليقل أن الملتقى وصل إلى طريق مسدود وفشل، وأنه سيفرض رأيه بالقوة، مؤكدًا أنهم كانوا على وشك الوصول إلى حل.
ووجه المشري حديثه للوفد، قائلاً: “شكلوا وفدًا واذهبوا إلى العقلاء في برقة، وطبرق، والبيضاء، والمرج، وأجدابيا، والكفرة، وقولوا لهم؛ أنتم من أرسلتم أبناءكم إلينا، وإذا كنتم تريدون الحديث عن مكافحة الميليشيات والمجرمين، فلماذا لا تواجهوا محمود الورفلي؟ الذي يقتل الناس في وضح النهار”.
وتعجب المشري، قائلاً: كيف لمن لديه أكبر ميليشيا منظمة أن يأتي ليتحدث عن إنهاء الميليشيات وإقامة الدولة.
وأقسم المشري قائلاً: “والله القذافي كان أشرف وأحسن من خليفة حفتر، فحينما أراد أن يجعل من أبنائه ضباط أدخلهم الكلية العسكرية، وقضوا مدة الكلية العسكرية حتي لا يختار استثنائيًا، أما حفتر فولده منذ ثلاث سنوات ضُرب في مصرف الأمان لأنه حاول السرقة، فهذا هو جيش حفتر الذي يريده”