الاتحاد الأوروبي: الهجوم على طرابلس دمر جهود السلام.. والتفاوض حال وقف إطلاق النار

أوج – بروكسيل
قالت فيديريكا موغيريني، مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن التصعيد الأخير في ليبيا، بدأ في لحظة أصبحت فيها إمكانية السلام حقيقية، موضحة أن قوات الكرامة بقيادة خليفة حفتر، هاجمت طرابلس في نفس الوقت الذي كان فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يزور البلاد، وعشية انعقاد المؤتمر الوطني الجامع.
وأضافت موغيريني، خلال الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي في إحاطتها حول الوضع في ليبيا، اليوم الثلاثاء، التي تابعتها وترجمتها “أوج”، أن الاتحاد الأوروبي عمل لمدة عام تقريبًا، عن كثب مع الأمم المتحدة والمبعوث الخاص لدى ليبيا، غسان سلامة، من أجل تمهيد الطريق للمؤتمر الوطني الليبي بقيادة الشعب الليبي الذي سيمهد الطريق للانتخابات في ظل الشروط القانونية والدستورية المناسبة.
وتابعت في إحاطتها: “لقد رأينا يومًا بعد يوم، طموح واستعداد ورغبة كل الشعب الليبي، في دفع بلادهم إلى الأمام، وقلب الصفحة إلى الاتحاد وبناء الوحدة والسلام”، موضحة أن ليبيا تتمتع بقدرة هائلة على المضي قدمًا، والكثير من الموارد والإمكانات، لافتة إلى أن المؤتمر الوطني الجامع، لا يزال يمثل الأمل لليبيا بأكملها.
وواصلت موغيريني، أن الهجوم على طرابلس كان ولا يزال هجومًا على الأمل، وعلى المنظور الملموس لتحقيق السلام في ليبيا، قائلة: “الآن نحن نواجه صراعا طويل الأمد، مع وجود أعداد كبيرة من الضحايا – بمن فيهم المدنيون”.
ولفتت إلى أنه لا يوجد حل عسكري للصراع الليبي، موضحة أن استمرار الحرب، سيؤدي إلى تفاقم الأزمة، وإذا استمر شخص ما في السعي لتحقيق النصر العسكري، فسيخسر الجميع.
وأكدت موغيريني، أن السيناريو الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، وجمع الليبيين، بطريقة شاملة وموحدة، هو اللجوء إلى حل سياسي تفاوضي، قائلة: “إذا لم تسعى الأطراف الليبية إلى حل مربح للجانبين، فإن المجتمع الدولي الذي يبدأ من الاتحاد الأوروبي سيكون مستعدًا لمرافقته ودعمه، مما سيظل يعاني منه جميع الشعب الليبي وستظل المنطقة بأكملها تعاني”.
وأكملت موغيريني، أن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، قاموا باتخاذ إجراءات موحدة في الأسابيع الأخيرة، جاءت كالآتي:ـ
أولاً، تأكيد الحاجة إلى فتح ممرات إنسانية على سبيل الاستعجال، والاحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني.
ثانيا: الأمم المتحدة مستعدة للتفاوض، حال وقف فوري لإطلاق النار، ممطالبة بالعودة إلى المسار السياسي، وعقد المؤتمر الوطني في أقرب وقت ممكن لمنح الليبيين والشعب الليبي – رجالا ونساء من جميع الأجيال، من جميع المدن والريف، فرصة لبحث الخطو ط العريضة، للطريق المشترك.
واستطردت: “اسمحوا لي أن أضيف أن الليبيين وفي كل المناطق وحدهم هم الذين يعانون، كما يتعرض اللاجئون والمهاجرون المحتجزون في مراكز الاحتجاز للخطر، ونحن نعمل مع المنظمة الدولية للهجرة (IOM) ومع المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة (UNHCR) لإجلائهم خارج ليبيا ، أو لنقلهم إلى أماكن أكثر أمانًا داخل ليبيا”.
وبيًّنت موغيريني أن الرحلة الأخيرة هي التي أعادت العديد من المهاجرين إلى ليبيا بأمان، مبينة أنه غادر عشرات المهاجرين طواعية طرابلس قبل بضعة أيام، ويستمر العمل مع منظمات الأمم المتحدة، لافتة إلى أنه من الواضح أن الظروف على الأرض تزداد صعوبة يوما بعد يوم، قائلة: “على جميع الأطراف السماح بالإجلاء السريع وغير المشروط لمراكز على خط المواجهة، كما طلب المفوض السامي فيليبو جراندي الأسبوع الماضي”.
وأكملت أن العمل الذي قام به الاتحاد الأرووبي، بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة، وبمساعدة الاتحاد الأفريقي والسلطات الليبية على أرض الواقع، حقق نتائج هائلة في العام الماضي مع عودة عشرات الآلاف من المهاجرين طوعًا وآمنًا من خلال عمل المنظمة الدولية للهجرة.
وروت أن الصراع في ليبيا والتصعيد من المنظور العسكري، يراه البعض أنه تهديد متزايد بتدفقات متزايدة، إلا أنه يمثل أيضًا تهديدًا لحياة المهاجرين واللاجئين المحاصرين في ليبيا، والذين تتعرض حياتهم للخطر أكثر من غيرهم، قائلة: “لذا نحاول مع وكالات الأمم المتحدة العمل على إنقاذ الأرواح ومحاولة تفريغ مراكز الاحتجاز، إلا أن الهجوم العسكري يجعل هذا العمل أكثر صعوبة”.
وأكدت موغيريني أن العودة السريعة إلى طاولة المفاوضات أمر ضروري وما زال ممكنا، موضحة أن مسار الأمم المتحدة والمؤتمر الوطني هما الفرصة الحقيقية الوحيدة لحل سلمي، قائلة: “قد يؤدي تعدد المبادرات المختلفة أو تكاثرها إلى انحرافات لن تكون مفيدة بالتأكيد في هذه اللحظة”.
وأشادت، بالمرأة الليبية، موضحة أنها أحيانًا كانت تعمل في الظل، في محاولة لمرافقة العملية السياسية حتى الآن، في ظل الظروف الصعبة، متابعة: ” أعتقد أن لدى الاتحاد الأوروبي مع الأمم المتحدة مصلحة، كما هو الحال في أي صراع نواجهه، في تعزيز دور المرأة على طاولة المفاوضات وفي عملية المصالحة على أرض الواقع”.
وتابعت: “إذا رأينا في الماضي مناهج مختلفة، على ما أعتقد اليوم، فإن جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تدرك أن عملنا المشترك مطلوب لتفادي الليبيين في اتجاهات مختلفة وتفصيل إمكانات الوحدة من خلال حوار سياسي بين أيديهم”، مناشدة جميع الفاعلين الإقليميين والدوليين أن يتحدوا لدعم عمل الأمم المتحدة، والمنظور السياسي للحوار والوحدة في ليبيا، لتجنب أن يجد أصحاب المصلحة أنفسهم أسبابًا خارجية لمزيد من التوحيد.
واختتمت موغيريني، أنه من جانب الاتحاد الأوروبي، يمكن القول أنهم يجدون جبهة مشتركة موحدة لدعم جهود الأمم المتحدة لجلب الأطراف حول الطاولة وتحديد منظور مشترك لليبيا في سلام وأمن .